واليوم تمر ذكرى رحيل الفنان الكبير الذي ترك وراءه إرثا كبيرا للمسرح السوري وبصمة خاصة بدأها وهو في مطلع شبابه فأسس مع زملاء الدراسة أوائل الخمسينيات فرقة مسرحية للهواة وقدم سنة 1955 أول مسرحية كوميدية بعنوان ناسي أفندي ثم عمل في المسرح الحر الذي كان يديره الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي ثم ساهم بتأسيس المسرح العسكري وقدم عرضا في حفل افتتاحه بعنوان العطر الأخضر.
وفي سنة 1968 أسس جبر فرقته المسرحية التي حملت اسمه وقدم عبرها عشرات الأعمال كتب معظمها وساعده في بعضها الكاتب الفلسطيني الراحل أحمد قبلاوي أما على صعيد الإخراج فتناوب عليها مجموعة من كبار الفنانين أمثال الراحلين محمد طرابيشي وطلحت حمدي الذي أخرج له العديد من الأعمال ومحمد الطيب ومن هذه المسرحيات مدير بالوكالة وأبطال بلدنا وحط بالخرج ولا عالبال ولا عالخاطر وأبو الفوارس.
وهناك قواسم مشتركة تربط بين هذه الأعمال وهو الطابع الاجتماعي والانتقادي والشعبي فقدمها بأسلوب كوميدي مبسط سعى عبرها لتصوير معاناة الإنسان النزيه البسيط وسط تفشي القيم والسلوكيات السلبية مع اقتصاره على اللهجة الشامية المحكية ليكون الراحل جبر جمهورا خاصا أحب عروضه وانتظرها دائما وكان للتلفزيون السوري دور بالغ الأثر في نشر هذه العروض عبر تصويرها وبثها.
وليس هذا بغريب عن الفنان الراحل الذي يعد من الأعضاء المؤسسين لنقابة الفنانين وشكل مع أفراد أسرته عائلة فنية سورية عريقة فأخواه الفنان الراحل ناجي جبر والفنان هيثم جبر وزوجته هيفاء واصف شقيقة الفنانة منى واصف وابنتاه ليلى ومرح.
وكان للسينما نصيب من اعمال الفنان الراحل حيث شارك في أعمال سينمائية للقطاع الخاص مثل فيلم ساعى البريد وقطط شارع الحمراء وقاهر الفضاء وخياط للسيدات.
ولم يهمل جبر أي جانب من جوانب الفن حيث دخل مجال العمل التلفزيوني منذ تأسيس التلفزيون العربي السوري 1960 عبر مسلسل “الإجازة السعيدة” الذي أطلق عددا من نجوم الكوميديا الرواد ثم شارك في مسلسلات أخرى آخرها كان رقصة الحبارى ولكن شغفه بأبي الفنون أثر في حضوره التلفزيوني.
وفي صباح 27 تموز 2008 رحل الفنان محمود جبر في منزله عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عاما بعد معاناة مع المرض تاركا وراءه إرثا كبيرا يجعله في طليعة المسرح الكوميدي السوري.