لماذا "الإيرلندي" أحد أكثر الأفلام المنتظرة لعام 2019؟
أولا- لأنه بعد قرابة عشرين عاما عاد المخرج الشهير مارتن سكورسيزي للعمل مع النجم العالمي روبرت دي نيرو، يرافقهما الممثل جو بيشي ليشكلوا معا المثلث القديم نفسه الذي التقى آخر مرة عام 1995 خلال ملحمة فنية لا تنسى تجسدت بفيلم "كازينو" الذي ترشح وقت عرضه للأوسكار وفاز بالغولدن غلوب، بينما منحه الجمهور تقييم 8.2 نقاط على الموقع الفني "آي.أم.دي.بي" واحتل المرتبة 143 ضمن قائمة الموقع نفسه لأفضل 250 فيلما في تاريخ السينما العالمية.
ومع أن دي نيرو سبق أن عمل مع سكورسيزي في سبعة أفلام طويلة وفيلم واحد قصير، أي أن بينهما تاريخا طويلا مشتركا وكيمياء واضحة لن تلبث أن تظهر على الشاشة، فإن هذا العمل يعدّ التعاون الأول بين النجم العبقري آل باتشينو وسكورسيزي، وهو في الوقت نفسه التعاون الرابع لآل باتشينو مع دي نيرو القادرين على رفع سقف الأداء التمثيلي إلى أعلى درجة، حيث كان آخر ما جمعهما فيلم الإثارة "القتل المبرر" عام 2008.
ثانيا- يعرض الفيلم قصة حقيقية عن عالم المافيا المشوق واللغز الأكثر غموضا في القرن العشرين، حيث بنيت أحداثه على سيرة ذاتية وقصة حقيقية تنتمي إلى عالم الجريمة، واقتبست عن كتاب "سمعت أنك تطلي المنازل" (I Heard You Paint Houses) لمؤلفه تشارلز براندت.
تتمحور القصة حول أحد أكثر الألغاز غموضا في التاريخ الأميركي بالقرن العشرين، الذي استفز الكثير من صناع الدراما لتقديمه، وهو حادث اختفاء رئيس اتحاد العمال السابق جيمي هوفا الذي شوهد لآخر مرة يوم 30 يوليو/تموز 1975، وتورط فيه فرانك شيران أحد زعماء المافيا المعروف بلقب "الإيرلندي"، فهل يكشف لنا سكورسيزي أخيرا حقيقة ما جرى؟
ثالثا- أنه الإنتاج الأكثر ضخامة في تاريخ نتفليكس، فقد اختارت الشبكة "الإيرلندي" لتقدمه كإنتاج مستقل بميزانية بلغت 200 مليون دولار، ليصبح الفيلم الأكبر ميزانية في تاريخ الشبكة. ومع أن ذلك يعني خروج كافة عناصر العمل على أعلى مستوى، مما يبرر رهان نتفليكس عليه للمنافسة على جوائز الأوسكار، فإنه الأمر لا يخلو من مخاطرة.. فهل هي محسوبة أم أنها ستخيب الآمال؟!
يطرح هذا التساؤل نفسه إثر تصريحات سكورسيزي التي نشرها موقع "أبروكس"، مؤكدا الحقيقة وراء التكلفة الباهظة، إذ يستعرض العمل عدة عقود في حياة الأبطال رجوعا إلى الماضي ومرحلة الشباب، مما تطلب اللجوء إلى الكثير من المؤثرات البصرية للتخلص من آثار الشيخوخة التي طالت نجوم العمل.
بسبب تلك الميزانية الضخمة أصبح العمل محفوفا بالمخاطر رغم الأسماء اللامعة التي يضمها، وظل إنتاجه لسنوات بمثابة مجازفة تحتاج شركة جسورة لتقدم على تلك الخطوة، وهو ما أقدمت عليه نتفليكس.
وهكذا استطاع العمل الخروج إلى النور حتى لو كان ذلك يعني عرضه السينمائي المحدود قبل أن يصبح متاحا للعرض على شاشات نتفليكس على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
دي نيرو وسكورسيزي ومشروع جديد
تزامنا مع تلك الأخبار، نشرت صحيفة "الغارديان" أن النجم روبرت دي نيرو انضم مؤخرا إلى فريق عمل جديد من إخراج مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو، وهو فيلم "قتلة زهرة القمر" الذي يجمع بين الدراما والجريمة والتاريخ.
وتدور أحداث الفيلم عام 1920 حين قتل نحو 60 فردا ينتمون إلى قبيلة هندية في أوكلاهوما، مما يستدعي الاستعانة بمحقق من مكتب التحقيقات الاتحادي لكشف غموض الحادث والوصول إلى الحقيقة. وسيكون هذا العمل التعاون العاشر بين دي نيرو وسكورسيزي.