أيام عصيبة عاشتها جراء العدوان والحصار السعودي على اليمن ، الغارات التي استهدفت منزلها الصغير الذي يأويها مع اسرتها هدّمت أغلب أركانه ، رأت الموت الأكيد أمام أعيونها ،وبفضل الله تمكنت من النجاة مع عائلتها ، وكم هي حجم المعاناة التي يعيشونها بعد أن نزحت واسرتها لبيوت من أشجار وحجار لاتقي سكانها حر صيف ولا برد شتاء .
أما قوتهم اليومي شقاء يفوق كل تصور، فرزقهم محدود في بعض الثمار التي يزرعونها والتي لاتكفي إشباع جوع، أطفالهملتعيش وأسرتها على رغيف خبز واحد، حالها كحال أغلب العائلات فملايين من اليمنيين يعيشون على وجبة طعام واحدة في اليوم، هذا وإن وجدت ،بعيداً عن متطلبات العصر وضرورات الحياة.
وما بين الحرب والجوع معاناة أخرى تهدد حياتهم وحياة الشعب اليمني بكامله نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة، وخاصة الأطفال ، لتظهر الكوليرا ،وغيرها مهددة حياة الكثيرين ، في ظل الحصارالذي يهدد بكارثة إنسانية كبيرة ،يذهب ضحيتها طفل كل عشر دقائق ،بحسب منظمة الأمم المتحدة “اليونيسف” ويمرألاف المرضى بمعاناة شديدة نتيجة النقص الكبير في الأدوية، وفقدان أغلب المراكز الصحية للفريق الطبي والمواد العلاجية بسبب الحرب والحصار .
حرب العدوان السعودي وقنابله العنقودية على اليمن خلفت عاهات دائمة على أجساد اليمنين لتكون يوماً ما ،خير دليل على ذلك، ربما نجت أجسادهم لكن أرواحهم مزقت بكل تأكيد .
مثل هذه الأوضاع والمعاناة قاومتها المرأة اليمنية ، لتصبح مضرب المثل في صبرها وصمودها وتحملها وعونها لبقية أسرتها وتأقلمها مع كل الظروف التي تعيشها حيث تحولت الى ثورة وبركان في وجه العدوان فقدمت فلذات اكبادها وقدمت الأموال وساندت أخيها الرجل فكانت شريكة في الصمود وشريكة في النصر.
وفي صنعاء وغيرها من المدن اليمنية ، قصص ومعاناة لم تحكى بعد ، بفعل صمت اختاره العالم إما خوفاً أو طمعاً .