يرجع تاريخ زراعة الفستق الحلبي إلى عهد بعيد جداً وقد ذكر علماء النبات بأن زراعة الفستق عرفت منذ عهد الآشوريين،ويتفق جميع العلماء ان سوريا والمناطق الجنوبية الشرقية من آسيا الصغرى هي الموطن الاصلي لهذه الشجرة ويشهد على ذلك وجود اشجار قديمة جداً بالحالة الطبيعية في قرية عين التينة قرب دمشق وكذلك وجود اشجار معمرة في بساتين حلب القديمة «النيرب».
لأشجار الفستق الحلبي في سوريا أكثر من خمس وعشرين نوعاً، تختلف أشكالها وكمية إنتاجها باختلاف كل نوع عن الآخر،وتعتبر حلب من اشهر مناطق زراعة الفستق في العالم فهي تنتج اشهر الاصناف واجودها واغلاها ثمناً «صنف العاشوري» ومنها انتقل إلى محافظات حماه وادلب وغيرها داخل سوريا كما نقل إلى بلدان عديدة منها قبرص والولايات الأمريكية حيث سمي فيها Red Aleppo كذلك يجود المناح الملائم لزراعة هذه الشجرة من حيث كمية الامطار السنوية اللازمة وتوزيعها حيث يبلغ المعدل المطري في حلب حوالي 325مم وهو يتوزع على فصول الشتاء والربيع والخريف اما الصيف فهو جاف وحار وهذا يساعد على نضج الثمار وامتلائها وتلونها وتشققها.
مراحل القطاف الثمار : تمرعبر مرحلتين، يتم اختيار كل منها بحسب طلب التاجر المشتري للمحصول، الأولى يطلق عليها اسم "اللب الأخضر" أو "العجر"، وتمتد من منتصف شهر تموز/ يوليو حتى مطلع شهر آب/ أغسطس من كل عام، حيث تكون النواة في هذه الفترة تحمل اللون الأخضر الفاتح ولم تنضج بالكامل بعد، ويتم بيعها لمعامل الحلويات والمثلجات العربية، بينما تكون المرحلة الثانية بعد منتصف شهر آب/ أغسطس وهي مرحلة القطاف الناضج، تكون النواة فيها حمراء اللون، وتباع لمعامل المكسرات والمحامص، ويباع بعضها نيئاً في الأسواق".
يعد الفستق الحلبي من أشهر المكسرات في العالم، ويتميز بقيمته الغذائية العالية الغنية بالعناصر المعدنية، والفيتامينات، والأملاح كالفسفور، والبوتاسيوم، وكذلك الصوديوم، فضلاً عن احتوائه على الألياف والبروتينات والنشاء ونسبة عالية من الماء.
تستخدم قشور الفستق الحلبي الخارجية سمادًا للأراضي الزراعية، أما الداخلية الصلبة فتستخدم للتدفئة في الشتاء في مدافئ خاصة انتشرت مؤخرًا في المناطق المحررة، حيث يعدُّ صديقًا للبيئة مقارنة مع غيره من المحروقات.