وتم الكشف عن هذا الموقع التاريخي ، خلال فترة حكم ناصر الدين شاه قاجار ويكون هناك عمودان يتكونان من 6 قطع حجرية بارتفاع إجمالي يبلغ 8 أمتار ، وبقايا الموقع هي أعمدة متفتتة منهارة ، وجدران حجرية إلى جانب قبور ،تم العثور عليها في ست مراحل من عمليات استكشافية في هذه المنطقة.
وهذا الموقع عبارة عن بيت عميد قرية ،بني حوالي القرن الأول قبل الميلاد واستمر حتى نهاية العصر البارثي وتشابه ملامح العمودان المتبقيان في هذه المنطقة مع الطراز المعماري اليوناني. وهناك مدخلان منفصلان في هذا البناء الأثري يشيران إلى الهندسة المعمارية للفترة البارثية.
مجموعة المواقع الأثرية في منطقة «خورهه» التابعة لمدينة محلّات بالمحافظة المركزية هي من أهمّ المعالم الأثرية الايرانية التي يكتنفها الغموض، مما جعلها مدعاة لتساؤلات وابهامات عديدة لدى المؤرخين وعلماء الآثار الايرانيين والأجانب فيما يخصّ تاريخها والفن المعماري والمواد الانشائية المستخدمة في أبنيتها.
وذكر المورخون انّ مجموعة «خورهه» الأثرية كانت تتضمّن معبداً نارياً وقصراً ومسرحاً لاقامة الاحتفاليات والعروض والمراسم الوطنية والدينية وعمارة وبيتاً للاستجمام ومقبرة.
وقد عثر علماء الآثار جرّاء التنقيبات التي أجريت في هذه المنطقة، على أشياء وآثار تعود الى العهود السلوقية والأشكانية (البارتية) والساسانية وكذلك العصر الاسلامي.
جاء في كتاب «أوستا» (أفستا) للديانة الزرادشتية، أنّ مفردة «خورهه» تعني «مطلع الشمس» فضلاً عن أنها تعني «عمارة للاستجمام»، ما يبرّر انشاء هذه المجموعة الأثرية في هذه المنطقة.
«خورهه» هي قرية تقع في شمال شرق قضاء محلّات وبين قرى دودهك وورين وآبكرم، وبالقرب من نهر خورهه.
تشير الدراسات التاريخية والمكتشفات الأثرية التي جرت في سهل خورهه الى أن خورهه كانت من مناطق السكن البشري في الألفية الثانية قبل الميلاد.
وبالطبع لم ترد وثائق ومستندات مكتوبة في الكتب والمصادر التاريخية فيما يتعلّق بالبنية التحتية والنمط المعماري المستخدم في أبنية خورهه الأثرية، إلا أنّ المؤرخين وعلماء الآثار الايرانيين والأجانب، ذكروا أشياء عدة بشأن أصالة هذه الأبنية ومعماريتها.
هذه المعلومات التاريخية أصبحت مثار جدل وخلافات علمية فيما يخصّ أصالة هذه المجموعة الأثرية؛ وتطرح هذا السؤال: هل تبني السلوقيون واليونانيون هذه الأبنية والعمارات باعتبارها دور عبادة أو بناها الايرانيون الذين سافروا الى الغرب، واستلهموا من الفن المعماري الاغريقي في تشييد عمارات وأبنية لأغراض أخرى؟
معلم «خورهه» الاثري بني على أرض تبلغ مساحتها 3550 متراً ويضمّ ايواناً رئيساً وجزئين شمالياً وغربياً.
أسفرت أعمال التنقيب في هذه المجموعة الاثرية عن اكتشاف عمودين اثنين فضلاً عن أشياء فخارية تعود الى العهدين الأشكاني والساساني. وتم العثور على هذه الفخاريات في عام 1976 للميلاد.
ومن المكتشاف الاثرية الأخرى في هذا الموقع نذكر على سبيل المثال مصباحاً زيتياً وجراراً ذا مقبض وجراراً مدوّراً ذا أبنوب وأحجار زينة وقطعاً معدنية وزجاجية اضافة الى سبعة هياكل آدميّة، بيد أنّ هذه الهياكل ونظراً لطبيعة دفنها على الكتف الأيمن ووضعها باتجاه القبلة يبدو أنها تعود الى العصر الاسلامي.
يذكر أنّ معلم «خورهه» الأثري مسجّل في قائمة المواقع الأثرية الوطنية في ايران.