لو كان لدى الولايات المتحدة الأميركية ما تقوله جديا لما تركت دونالد ترمب يرد عبر تويتر، ما قاله بخصوص إيران ليس موقفا، لا يعدو كونه تلويح «شوارعي» بأن بلاده حاضرة للمواجهة وهذا لا يؤخذ به، فأيضا، لو كان لدى الرئيس الأميركي من يستمع له لجاءت مثل هذه اللهجة «الشديدة» عبر مؤتمر صحفي أو مناسبة سياسية يثبت فيها رئيس أميركا شهوده لترسيخ قدرة واشنطن.
موقف شخصي لا أكثر الذي ظهر من خلاله الرئيس الأميركي، ما يزيد تلطيخ هيبة الولايات المتحدة بالعار، إنه يتحدث كشخص إلى أشخاص وليس كدولة مقابل دولة، بالطبع، فإن مثل دونالد ترمب الذي لا يعرف الكثير عن البروتوكولات الرسمية لا يعرف أيضا الكثير عن كيفية التصرف إزاء توترات من هذا النوع، يعني ذلك الكثير في أن واشنطن التي تريد أن تتحدى، حتى هذا الوقت لا تمتلك رئيسا قويا قادرا على أن يخوض المواجهة بطريقة، تجعل من الخصوم يتوجسون، الجميع له أن يتساءل، ما هذا الحضيض الذي تقبع فيه الولايات المتحدة الأميركية.
الموقف الإيراني كان شديدا وحازما، وواضحا فيما يريد أن يقوله حيث أن الإجراء الذي ستتخذه
طهران لا يحتمل التأويل، بعكس الموقف الأميركي الذي لم يظهر إلا كتغريدة للرئيس، لم تتجرأ واشنطن على تبني موقف واضح وإجراء لا يحتمل التأويل في مقابل ما تم توجيهه إليها، وإذا ما كان الرئيس الأميركي قد أدلى ما في دلوه فيمكن لواشنطن أن تتملص طالما أن الكلمات تم إيداعه عبر «سوشال ميديا» وليس من خلال الخارجية أو الكونغرس ولا الرئاسة، ولا حتى أي اتحاد مدرسي لكرة القدم الأميركية.
العالم كله أمام ولايات متحدة أميركية مثيرة للسخرية، والمجتمع الدولي الآن أمام واشنطن غريبة الأطوار ولا داعي لبحث ما يحمله السطرين الذين أدلى بهما الرئيس الأميركي لأنهما فارغين ولا شيء داخلهما، وهذا الوزن الخفيف والمتهاوي يعني أن على واشنطن أن تبحث عن طريقة أخرى للمواجهة، وهذا ليس في متناول إيديها، ولن تستطيع سوى إحداث ضجيج بأصوات أخرى غير تلك المتعلقة بأزمة النفط الخليجي، لتصمت عن هذا الملف بطريقة لا تلفت الأنظار إليها.
إيفين دوبا