منذُ فجرِ الحضارةِ شَرَعَ الإنسانُ في نسجِ القصص، سواءٌ كانتْ تستَنِدُ إلى حكاياتٍ دينيةٍ في البداية، أو افتراضاتٍ كونية، أو أخبارٍ للملوك، يَتلاعبُ بها الخيالُ الإنسانيُّ ليجعلَ منها مع مرورِ الأيامِ أسطورةً غيرَ معلومةِ الأصل، تَتناقلُها الأجيال.
في القِسْمِ الأوَّلِ من هذا الكتابِ يَختارُ المؤلِّفُ الأساطيرَ الشرقية، ليُقدِّمَها إلى القارئِ وسيلةً للتسليةِ والمُتْعة. ثُم يَشرحُ في القِسْمِ الثاني منه الصلةَ بينَ التاريخِ وكلِّ أسطورةٍ من تلكَ الأساطِير، في محاولةٍ للوصولِ إلى أصلِها الحقيقيِّ الذي انبثقتْ منه. كما قدَّمَ في نهايةِ الكتابِ مُعْجَمًا يَشرحُ فيه أسماءَ الآلهةِ واختصاصاتِهم، وأسماءَ الأبطالِ والأمكنةِ التي كانتْ مَسْرحًا للأحداث.
عن المؤلف
كرم البستاني: وُلِدَ «كرم بن سليمان بن حسن أفرام البستاني» عامَ ١٨٩٤م في منطقةِ الشوف بجبلِ لبنان، وهو شقيقُ الموسوعيِّ الكبيرِ «بطرس البستاني».
تلقَّى تعليمَه بلبنان وأتقنَ اللغتَينِ العربيةَ والفرنسية، بالإضافةِ إلى معرفتِه باللغتينِ التركيةِ والإنجليزية. عملَ «البستاني» أستاذًا بكليةِ «القديس يوسف» وجامعةِ «الفرير» وغيرهما، كما عملَ محرِّرًا في عددٍ مِنَ الصُّحفِ اللبنانيَّة، وساهَمَ في تأسيسِ بعضِها، مثل: صحيفةِ «عسكري الشرق».
ومن أعماله: «أَساطِيرُ شَرْقية»، و«أَمِيراتُ لبنان»، و«النساءُ العَربيَّات». كما حقَّقَ العديدَ مِنَ الدواوينِ الشعريةِ مثل: ديوانِ «صَفيِّ الدينِ الحلبي»، وديوانِ «النابغةِ الذبياني».
وتُوفِّيَ عامَ ١٩٦٦م.