يشكل معرض دمشق الدولي احتفالية جميلة أقرب إلى الطقس السنوي، ينتظره السوريون في كل عام، ولأنه أتى للمرة الثانية على التوالي بعد الحرب الظالمة، يعني أن الناس تواقون لشيء يبث فيهم الفرح أو التواصل، ما يحقق البهجة والفائدة لهم… معرض دمشق الدولي في دورته الستين يوجه رسالة للعالم أجمع تتضمن إعلان النصر على كل المتآمرين، وليست مشاركة أكثر من 50 دولة عربية وأجنبية ودعوة عدد كبير من رجال الأعمال إضافة إلى مئات الشركات المشاركة إلا إيذاناً بدوران العجلة الاقتصادية والبدء بإعادة الإعمار، فهو فرصة للقاء الشركات بقوة في الاقتصاد السوري وبدء ترميم ما دمرته الحرب ودلالة على أن سورية قوية ومتجددة وأن اقتصادها قادر ومتين وحتى عجلة إنتاجه تدور رغم كل الصعوبات التي واجهته والتدمير الكبير الذي طاله، إضافة إلى كل ذلك هو فرصة للتعريف بالمنتج السوري ذي الجودة العالية والقادر على الدخول للأسواق العالمية بأسعار منافسة وخاصةً في ظل الظروف الراهنة لسورية التي تمتاز بوجود مناخ استثماري وتشاركي حقيقي… إذاً عادت أيام المعرض، وعادت أعلام الدول المشاركة ترتفع على أعمدة المعرض وعادت الأنوار تنير الساحات على صوت فيروز «سائيليني يا شآم»…. وحان الآن دور رجال الاقتصاد والاستثمارات والشركات الدولية للمشاركة في إعادة الإعمار التي انطلقت لتعيد ما خربته الأيدي الآثمة.
معرض دمشق الدولي فرصة ذهبية للمستثمرين وأصحاب الشركات بالاستثمار كل بمشاركته في مختلف الميادين للاطلاع على آخر ما توصلت إليه الابتكارات وما يهم كل الفئات العمرية بدءاً من حاجات الطفل وحتى الأسرة وانتهاء بالعقود الكبيرة .. ولا ننسى أن هذه الأيام سرعان ما ستتحول إلى ذكرى في تاريخ السوريين بكل ما فيها من تفاصيل وإيجابيات وحتى سلبياتها.. ذكرى بنكهة خاصة فبعد سنوات الحرب، بالتأكيد ليست كما قبلها، لدينا مهام كبيرة تنتظرنا ولكل قطاع مسؤولياته في البناء والمشاركة في إعادة الإعمار والمسؤولية هي مسؤولية الجميع من دون استثناء لأننا كلنا شركاء في إعادة الإعمار.
قطار ينقل 20 ألف زائر في الاتجاهين لتنظيم دخول وخروج الزوار
ديمة صابر
بمشاركة 50 دولة أجنبية وما لا يقل عن 300 شركة محلية في معرض دمشق الدولي، سورية ترسل للعالم رسالتها بأنها كانت ولا تزال مركز الثقل الاقتصادي في المنطقة وأنها بوابة العبور الآمن لكل الدول العربية. لم تنهكها الحرب ولم يضعفها الإرهاب وممارساته الممنهجة لتدمير اقتصادها، هاهي ذا تعيد إعمارها وتدور منشآتها وتنتج بمعايير قياسية عالمية منتجات تنافس مثيلاتها في دول السلم والرخاء الاقتصادي هذا ما أكده عليه محمد أكرم حلاق رئيس لجنة القطاع الكيميائي في
معرض دمشق الدولي وعضو غرفة صناعة دمشق، حيث أوضح أن لغرفة صناعة دمشق وريفها شرف المساهمة في التحضيرات والاستعدادات ل
معرض دمشق الدولي في دورته الـ/60/، وذلك بالتعاون مع اتحاد المصدرين وغرف التجارة المشاركة، حيث بدأت التحضيرات من حوالي الشهرين وتمثلت بتنظيم مشاركة الصناعيين في القطاعات النسيجية والكيميائية والغذائية والهندسية من خلال تجهيز «الستاندات» وكل الأجهزة اللازمة لإنجاح هذا المعرض.وأشار إلى أن هذا المعرض يعكس ألق وتطور الصناعة السورية بالرغم من كل الضغوط التي مورست عليها سواء من جهة العقوبات الاقتصادية الجائرة أو من جهة الحصار المصرفي المجحف، أما اليوم، وبعد تحرير الغوطتين بفضل بواسل الجيش العربي السوري، فبدأت الصناعة السورية بترميم مصانعها لإعادة تدوير عجلة الإنتاج واليوم بسبب القرارات الحكومية الداعمة واستصدار التشريعات اللازمة لمرحلة إعادة الإعمار وإعادة إقلاع المنشآت الصناعية سنشهد مشاركة متميزة للصناعيين من خلال المعروضات في القطاع النسيجي تتمثل بمشاركات في صناعة الألبسة الرجالية والنسائية والولادية، إضافة إلى طيف واسع من المنتجات الغذائية التي تلبي حاجة البيت السوري بأرقى المواصفات والمعايير الصحية المطابقة للمواصفة السورية في القطاع الغذائي إضافة إلى وجود جناح كامل للتذوق من الشركات السورية الوطنية التي قدمت كل ما يلزم لنجاح هذا الجناح وهناك القطاع الكيميائي فيه أيضاً طيف واسع من المنتجات الكيميائية والمنزلية لإعادة الإعمار من دهانات ومواد عزل، أما الجناح الهندسي فيقدم المفروشات وكل مستلزمات ورشات خطوط الإنتاج ومهرجان التسوق «صنع في سورية» ومساحته ضعف المساحة المخصصة له في السنة الفائتة.
تضم المشاركة 300 شركة من كل صناعيي القطر العربي السوري وهم يشاركون في سوق البيع ويقدمون العروض المجانية والحسومات وكل ما يلبي حاجات العائلة وهناك جانب ترفيهي وملاعب أطفال وحملات دعائية وترويجية وحفلات ومهرجانات غنائية. ويفيد أنه وبالتعاون مع إدارة مؤسسة المعارض نهتم بتسهيل دخول الزوار بشكل آمن بما يختلف تماماً عن السنة الفائتة من خلال تنظيم حركة الدخول والخروج واتخذنا الإجراءات اللوجستية اللازمة من خلال تسيير قطار ينقل 20 ألف زائر بالاتجاهين لتأمين دخول الزوار إلى المعرض بشكل آمن وسلس.
ويضيف: أما المساحة المخصصة ل
معرض دمشق الدولي فهي مليون ومئتا ألف متر مربع تشغل مشاركتنا منه مساحة 23 ألف متر مربع لجميع الشركات الوطنية في القطاعات الأربعة.
ذكريات المعرض .. وأسباب الزيارات السنوية
لمى علي
ارتبط اسم
معرض دمشق الدولي على مدار 59 سنة مضت بالعديد من الذكريات التي لا يمحوها الزمن.. ذكريات حملت معها تفاصيل جميلة تعكس الحالة الإيجابية التي يستمتع بها كل زائر، مهما اختلفت أسباب الزيارة، ولم يكن الانقطاع عن زيارة المعرض السنوية إلا توقف هذه الفعالية خلال الحرب على سورية، أو ابتعاد بعض الزوار الدائمين عن العاصمة دمشق (مكان المعرض).
في استطلاع بسيط أجرته «تشرين» حول الهدف من الحرص على الاستمرار في زيارة
معرض دمشق الدولي بشكل سنوي، وجدنا أن حوالي 60 % من الإجابات ركزت على أن الزيارة تشكل مشاركة شعبية وطقساً اجتماعياً سنوياً لا يمكن التخلي عنه، بينما جاءت 40% منها على أن تلك المشاركة بهدف الدعم الاقتصادي والسياحي لنجاح المعرض.
صناعة سياحة ودعم اقتصادي
رأى سامي حسن أنه لا يمكن الفصل بين الجانب الشعبي الاجتماعي والجانب الاقتصادي السياحي للمشاركة في معرض دمشق الدولي، لأن هذا النوع من الفعاليات يدخل فيما يعرف بصناعة السياحة، من خلال نشاطات مخطط لها مثل المعارض وغيرها، والتي بدورها تمثل مؤشراً على تعافي الاقتصاد الوطني وعامل جذب للسياحة المحلية والعربية، وهذا سينعكس على تحسن دورة رأس المال بشكل خاص وعلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام. ووجد سامي أن موقع (مكان) المعرض له تأثير كبير في نجاح الفعالية وخاصةً إذا سهل على الجميع زيارة المعرض والاستمتاع بالحفلات الفنية والتسوق.
ووجدت رامه شويكي أن زيارة
معرض دمشق الدولي هذا العام بالتحديد دعم اقتصادي وسياحي، بعد غيابه سنوات خلال فترة الأزمة في سورية، وخاصةً أنه يشكل حدثاً سورياً مهماً اعتدنا زيارته سنوياً قبل الحرب، فمن الناحية السياحية هو يعكس صورة سورية الحقيقية للخارج، من خلال أجنحته المتنوعة الغنية، كما يتيح الفرصة للمشاركين العرب والأجانب للتعرف على سورية عن قرب، ومن الناحية الاقتصادية يوفر فرص عمل للكثيرين ولو مؤقتة خلال فترة إقامته التي تمتد 10 أيام وما يسبقها من أيام تحضيرات، كما يشكل فرصة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال حضور المشاركين من دول عديدة، وهو دليل على تعافي سورية، وسيرها نحو الأمام رغم كل الظروف.
ذكريات الشباب والطفولة
ضياء الصحناوي يعود بذاكرته إلى بداية الثمانينيات، عندما كانت زيارة
معرض دمشق الدولي من أجمل نشاطات تلك الفترة الزمنية التي كان فيها بريعان الشباب، فكانت تلك الزيارات، التي لم تنقطع على مدى 10 أعوام وأكثر، فرصة للقاء الأصدقاء في يوم غير عادي ضمن عاصمة الياسمين، وطقساً سنوياً دأب على القيام به بكل حب وشغف، كان وأصحابه يشترون ثياباً جديدة وكأن الذهاب إليه هو العيد، ويسعون طوال العام لادخار بعض الأموال بمساعدة آبائهم لكيلا ينقطعوا عن زيارة المعرض الذي يأتونه من السويداء، وأضاف أن الأجنحة السورية أكثر ما كان يثير شغفه للفرجة، ولاسيما الصناعات التقليدية، وعلى الرغم من الكم الكبير من الأجنحة التي تعود للعديد من دول العالم، إلا أن المنتجات السورية كانت الأفضل بالنسبة له، ومازالت صورة أجنحة الكتب المغرية بتنوعها الكبير عالقة في ذاكرته فهي أجمل ما يلفت الانتباه في المعرض.
أما ابتسام بوسعد تعود بها الذكريات إلى أيام الطفولة، وحتى اليوم لا تنسى صوت فيروز الذي كان أجمل ما يمر عبر 59 سنة، وعدّت أن زيارة
معرض دمشق الدولي تبقى طقساً اجتماعياً جميلاً ومشاركة شعبية مميزة، يحرص أغلب السوريين، وخاصةً سكان العاصمة دمشق، على حضوره بشكل دوري، لأن وجودهم المستمر ومشاركتهم الفعالة أساس نجاح هذا المعرض.
عمل تتوارثه الأجيال
حينما يدخل معين العماطوري مدينة المعارض الحالية والسابقة، يتذكر والده الراحل الذي عمل في هذا المجال قرابة ثلاثة عقود ونيف، وقد تعرف معين على
معرض دمشق الدولي وهو في عمر الطفولة، حيث كان يزوره كل عام ويكتسب منه الخبرة والمعرفة بإشراف والده، الذي يعتني به ويحضه على هذه المشاركة لهدفين؛ الأول نشر معنى التكافل الاجتماعي، وخاصة أن دخول المعرض يحتاج بطاقات مدفوعة ولو بمبالغ رمزية، وثانياً التعرف على أحدث المنتجات الصناعية والمعرفية والميكانيكية، والاطلاع على المنتجات العالمية والعربية، ويذكر أن والده كان يشعر بأن العرب يومها يرغبون بالوحدة عن طريق
معرض دمشق الدولي فقط، وأضاف: لحظات لا تنسى من ذلك الطقس الاجتماعي وخاصة حفلات كبار المطربين والفنانين العرب.
أسباب واحدة للانقطاع
المعمرة رحمه شاهين التي اعتادت زيارة
معرض دمشق الدولي منذ سنواته الأولى في أوائل ستينيات القرن الماضي مع زوجها الراحل، عندما كانا لايزالان في مراحل الشباب المبكرة وكانت إقامتهما في دمشق، وعندها لم تكن الزيارة يوماً واحداً خلال فترة المعرض وإنما يومياً حتى يتسنى لهما الاطلاع والاستمتاع بكل تفاصيل أجنحة وفعاليات المعرض، واستمرا سنوات بعدها في زيارة المعرض رغم الانتقال للعيش في محافظة حمص، إلا أن الزيارة اقتصرت على يوم واحد يحاولان من خلالها القيام بجولة عامة على محتويات المعرض، وأضافت: لا أنسى نهر بردى والسهرات والحفلات والعروض على مختلف أنواع المنتجات ضمن الأجنحة المتعددة، إضافة إلى لقاءات الأحبة والأصدقاء والضيوف من مختلف الدول العربية، جميعها تحضر إلى الذاكرة بمجرد ذكر عنوان معرض دمشق الدولي، وكانت آخر زيارة لها للمعرض عام 1977 حسبما أسعفتها ذاكرتها.
ضوء على معرض العام الماضي في دورته الـ59.. ونجاح فاق التوقعات
جاء
معرض دمشق الدولي في دورته الـ59 العام الماضي بمشاركة 43 دولة عربية وأجنبية حدثاً جميلاً انتظره السوريون بعد انقطاع دام ست سنوات من الحرب الطاحنة التي أدمت قلوب الجميع، ليأتي كاحتفالية أو محطة فرح أو عرس جماعي وكأن الناس تواقة لرائحة الحياة والفرح، لذلك كان أكثر من تظاهرة اقتصادية وحضارية واجتماعية وفرصة للاستثمار، وإنما كان رسالة للعالم بإعلان الانتصار الذي حققته سورية وبسط الأمن والأمان. الإقبال الكبير من الناس لزيارة المعرض كان النقطة الأكثر تميزاً، من مختلف المحافظات تدفق الناس، وزاد عدد الزوار على المليوني زائر، وربما يعتقد البعض أن هذه الأرقام مُبالغ فيها، لكنها واقعية ومثبتة بالدليل القاطع، مع أن بعض الجهات رصدت أرقاماً أكبر بكثير، لكن الإحصاءات وبوابات العدادات التي يدخل منها الزوار سجلت هذه الأرقام التي تشير إلى دلالات, أبرزها أن المعرض حقق نجاحاً وإقبالاً باهراً لم يحققه قبل سنوات الحرب.مَنْ منّا ينسى مشهد الطرق التي غصّت بالسيارات والحافلات التي خصصتها الجهات المعنية لنقل الزائرين للتعرف على كل جديد في الاقتصاد والصناعة، كل الأنشطة والفعاليات وحتى الترفيهية منها والحفلات الموسيقية، وكذلك المعروضات، وكأن المعرض لمَّ شمل السوريين لقضاء أجمل الأوقات واسترجاع ذكرياتهم، والأهم استرجاع إحساسهم أن سورية عادت كما كانت تنبض بالحياة. رسائل عدة حملها افتتاح
معرض دمشق الدولي للعالم أجمع، مفادها أن سورية قوية ومتجددة، وأن الاقتصاد السوري قادر على الإنتاج من جديد.
من ذاكرة المعرض..
قد يكون الحدث روتينياً دورياً لافتتاح
معرض دمشق الدولي كل عام، ولكن حتماً لهذا الصيف نكهته الخاصة، وقد يشابه معرض عام 2017 ويزيد عنه بتجديدات، لكن لمن يهتم فهذا الحدث أبعد من أن يكون تظاهرة اقتصادية وحضارية وتجارية.. لهذا الحدث أهمية لكونه أتى بعد الحرب الظالمة وللمرة الثانية يفتتح بعد التشكيك والقلق لدى بعض المقيمين في الخارج من عودة الأمن والأمان وعودة الروح لدمشق، فالوقائع أثبتت ذلك بل وأجمل وفي التوقيت ذاته وبمشاركات واسعة لفعاليات ولدول لم تشارك في العام الماضي كالأرجنتين وغيرها.
ولأن الحديث عن المعرض لا ينتهي عما ترك من انطباعات وذكرى من دون العودة إلى أرشيف الذاكرة كيف بدأت فكرة المعرض أساساً وكيف تطورت وما أهميتها؟
نشأت فكرة المعارض قديماً كوسيلة للتجار كي يروجوا لبضائعهم، حيث لم تكن سوى أسواق تجارية كبيرة تقام سنوياً أو ربما كل سنتين ليلتقي التجار والباعة الوافدون من البلدان المجاورة ليبيعوا ويشتروا البضائع.
ويشير المؤرخ قتيبة الشهابي إلى أن دمشق نظمت أول معرض لها في تشرين الأول عام 1927م إبان الاحتلال الفرنسي واقتصرت المعروضات آنذاك على الثمار ثم أقام المجمع العلمي العربي في شهر آذار من عام 1929 معرضاً للصناعات الوطنية ووشح لهذه المناسبة مجموعة من الطوابع بألوان مختلفة تحمل رسوماً مختلفة لمناظر عامة من سورية كالجامع الأموي بدمشق وقلعة حلب وتدمر وغير ذلك وفي عام 1936 أقيم معرض اختلف المؤرخون في تسميته فقيل معرض دمشق وسوقها، وعد هذا المعرض آنذاك على أهمية كبيرة لتنوع نشاطاته فكان معرضاً دولياً شاركت فيه العديد من الدول العربية والأجنبية، كما أقيمت على هامشه الفعاليات الثقافية والفنية المهمة.
كان المركز الرئيس للمعرض مدرسة التجهيز الأولى للبنين (ثانوية جودت الهاشمي وثانوية ابن خلدون وكانت قد بنيت زمن الانتداب الفرنسي، على أرض ما كان يعرف آنذاك ببستان «مسمار» في منطقة الشرف الأعلى وتتميز المدرسة ببنائها المزين بالقناطر والنقوش وهي على الطراز الأوروبي المتأثر بالاتجاهات العربية في هذه المدرسة وفي الأماكن المحيطة بها مثل حديقة البلدية (جنينة الأمة) والمتحف الجديد (المتحف الوطني) والمرج الأخضر (أرض
معرض دمشق الدولي القديمة) وذكر المؤرخ الشهابي أن المعروضات شملت منتجات الكونسروة والمنسوجات والدباغات والنحاسيات واللافت للنظر الجناح الخاص بالأشغال اليدوية التي قام بتصنيعها المرضى من نزلاء مستشفى الأمراض العقلية (القصير) وجناح المحنطات النادرة للحيوانات النادرة.
لم يقتصر المعرض على عرض المعروضات التجارية والترويج للمنتجات الصناعية وإنما كان فرصة مهمة للفعاليات الثقافية والفنية السورية حيث أقيمت معارض لفن الرسم شارك فيها رواد الفن أمثال توفيق طارق والزنبركجي إضافة إلى أنه ملتقى للعاملين وعشاق فن السينما وعرض مجموعة من الأفلام في مدرسة الهاشمي ومن تلك الأفلام المعروضة آنذاك فيلم غادة الصحراء وفيلم تحت سماء دمشق وهو من إخراج اسماعيل أنزور.