الحمام التحتاني القديم ذو الطراز الفارسي يتموضع بالزاوية الشمالية الغربية من مدينة ديرعطية، تحفة معمارية هندسية، جمعت عبق الماضي منذ أيام صالحة خاتون التي أوصت بالأراضي لعدد من جنودها ومساعديها، الأمر الذي جعلها تحرص على إقامة تجمع نموذجي يضم طواحين للحبوب التي كانت تشتهر ديرعطية بإنتاجها، وحماماً عاماً يعتبر من أقدم الحمامات في سورية في القرن الثالث عشر ، وتم تجديد بنائه عام 2002م بطراز تركي أضاف رونقاً من الهيبة والجمال.
النسيج المعماري للحمام التحتاني :
البناء الأثري مزين بالمداميك المتناوبة باللونين الأسود والأصفر والأبيض الممتد على مساحة 300م2، بمدخل خشبي ينقلك للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فتتعانق مع القسم "البراني" الواسع الذي يتألف من أربع إيوانات معقودة متعانقة بعضها مع بعض، ومزدانة بفجوات قوسية ترسم ملامح تراثية.
يتوسط هذا القسم حوض دائري منحني الأطراف ليرسم زهرة الأقحوان في وسطه نافورة تنثر حبات الماء ويعلو القسم البراني قبة تستند إلى أكتاف الإيوانات وقطعت القبة من الأعلى بمنافذ كروية مزدانة بالزجاج المعشق بألوان الطيف لتشكل منفذاً للنور.
في الجهة الغربية من القسم البراني مدخل يؤدي بواسطة ممر منكسر إلى القسم الأوسط، والقسم الجواني الدافئ والساخن، وكل قسم مؤلف من قاعات رئيسية تحيط بكل منها ست إيوانات بها غرف صغيرة، وفي كل منها جرن حجري وآنية نحاسية منسوج عليها بالخط العربي.
ويعلو الغرف الجوانية قبب فيها منافذ دائرية الشكل مغطاة بقطع الزجاج الملون القمريات، ومنها يتصاعد البخار، أما أرضية القسم الداخلي فتتشابك فيها أحجار متناوبة باللونين الأسود والأصفر بأساليب هندسية بديعة التنسيق.
وأضيف للحمام التحتاني القسم السفلي الذي يضم الساونا والبخار والجاكوزي وجلسات المساج وصالة ألعاب أيروبيك.
إضافة إلى جلسات العلاج الفيزيائي لأمراض المفاصل وآلام الظهر مع الرياضات الخفيفة على أيدي متخصصين. ويؤكد الخبراء أن الحمامات المنتشرة في الشرق الأوسط والبلدان العربية منذ زمن طويل والحمام التحتاني منها تساعد على تنشيط الجسم وتجديد شباب الجلد وحيويته والمحافظة على صحته وسلامته ونضارته.
وجدير بالذكر أن الحمام التحتاني صديق للبيئة، إذ يعتمد على الطاقة الشمسية في تسخين الماء، وعلى أجهزة توفير الطاقة في إنارته.