تعتبر كنيسة "يبرود" من أقدم المعالم الأثرية في سورية ففي بداية الألف الأولى قبل الميلاد أصبحت "يبرود" مركزا لإحدى الممالك الآرامية في بلاد الشام وازدهرت هذه المملكة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
تم في ذلك العهد بناء أكبر وأفخم معابد الشمس في البلاد وسط المدينة بسعة كبيرة قياسا إلى معابد تلك الأزمنة الغابرة، بحجارة ضخمة منحوتة من الصخر محاطاً برواق محمول على أعمدة طويلة رشيقة اسطوانية غاية في الجمال والإبداع، لا تزال بعض قواعدها ظاهرة للعيان حتى وقتنا هذا.
كذلك حجارته القاعدية الضخمة التي يبلغ أحجامها بحدود المتر المكعب ,تحول هذا المعبد بعيد الاحتلال الروماني لبلاد الشام إلى معبد لعبادة جوبيتر كبير آلهة الرومان آنذاك، في سنة /331/م تحول هذا المعبد الوثني إلى كاتدرائية مسيحية باسم القديسين "قسطنطين وهيلانة" تيمنا بالإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي سمح بالحرية الدينية بالبلاد، وأمه لقديسة هيلانة التي أقنعته بالتسامح الديني وتحولت الدولة الرومانية فيما بعد إلى الديانة المسيحية.
وفيما بعد قام إبراهيم باشا والي مصر أثناء حملته في سوريا بوهبه للأهالي والتعهد بصيانته والحفاظ عليه وبقي على ماهو عليه ككنيسة , وفي يبرود مسجد وجامع الخضر الذي لم يتبق منه سوى مئذنته القديمة والتي انتهت ورشات الترميم من إعادة الحياة إليها وأعادت إليها أيام مجدها فهذه المئذنة تشبه مئذنة المسجد الأموي بدمشق إلى حد كبير كما يقال أنها بنيت في فترة زمنية قريبة جداً من العهد الأموي في بلاد الشام.
وحتى الآن لا تزال الدراسات حول مسألة تحديد عمر الإنسان الحجري في "يبرود" هل هو قبل إنسان "النياندرتال" أم بعده؟ مسألة غير قابلة للتحديد نتيجة توقف الحملات الاستكشافية وورشات التنقيب عن البحث أكثر في تاريخ يبرود وماضيها.
غير أن للباحث السوري "نور الدين عقيل " مستنداً إلى معلومات معينة ونتائج متحققة رأي أخر فهو يقول أن سكان مغاور وملاجئ "وادي إسكفتا في يبرود"، وخاصة الملجأ الأول استوطنوا المكان على امتداد زمن يزيد على /150/ ألف سنة، إضافة إلى /25/ مجموعة بشرية لكل منها حضارتها الخاصة، وأكثرها أصالة كانت الجماعات اليبرودية التي دلت عليها أدواتها الصوانية.
وقد جمعت مكتشفات مغاور يبرود في قاعة خاصة ضمن متحف دمشق التنقيبات لم تتوصل بعد لكثير من أسرار الحضارة اليبرودية، التي مايزال الكثير منها جاثماً ينتظر من يكشف عنه عباءة التراب .