يعود نتنياهو من وقت لآخر، ليُرفّه «مشكوراً» عن العالم#0236 ويُجري أحاديث وأبحاثاً مع مجلس «عزرائيل» - عفواً اسرائيل، بس قلّة فرق، مقتبسة عن أكثر كوابيسهم رعباً وخوفاً، ويفبرك صوراً وأفلاماً بات الاولاد المراهقون يمكنهم تركيبها، وكلّ هذه الجهود بهدف واحد، تحريض دول الكرة الأرضية على «حزب الله».
وكأنّه لا يدري أنّ هذه «الألعاب الصبيانيّة» لا تؤثّر إلا في البعض القليل الذي لا يُذكر، وأمّا الآخرون، فمنهم من هم مع محور الممانعة، ويعتبرون هذا إطراء، ومنهم من هم ضدّه وسيهللون فرحاً ظنّاً منهم أنّ فبركات «اسرائيل» التي يُلصقون بها صفة «الاكتشافات» قد تؤثّر في أحد غيرهم#0236
وكأّنّه يعتقد أنّ لبنان الذي وقف في وجه احتلاله وإجرامه منذ عقود، رغم امكانياته العسكرية والاقتصادية المحدودة، والتي لا تُذكر بالمقارنة مع إمكانيات الكيان الصهيوني، وأسلحته المتطوّرة، ودبّاباته الفتّاكة واقتصاده المدعوم من «أحباب الصهاينة» في الغرب القريب والبعيد، سيخاف من نظرة ما يُسمّى بالمجتمع الدولي الذي خذله مراراً وتكراراً لمصلحة اسرائيل منذ قيامها.
وها هو في خطابه «العظيم» أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يتبجج أن إسرائيل لديها أدلة على أن
إيران تساعد
حزب الله على جعل صواريخه دقيقة التوجيه، بحسب ما نقلت عنه «رويترز».
كما قال أيضاً: «في لبنان، توجه
إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل المقذوفات غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار».
وفي تحرّك متوازٍ ومتزامن، ها هو المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، يُعبّر عن قلقه وحرصه على مواطني لبنان من إقامة بنية تحتية لتعديل الصواريخ من قبل حزب الله، في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي، ويُحاول تحريضهم على حزب الله، كما ذكر موقع «روسيا اليوم». ويعتقد «لبساطته» أنّ اللبنانيين سيُصدّقون «عاطفته» المفاجئة والمستجدّة، وغيرته على صحّتهم وسلامتهم، وسينسون سنين من الانتهاكات والمجازر التي قامت بها اسرائيل، ولا تزال.
كما أضاف أدرعي أن تنفيذ مشروع الصواريخ الدقيقة يتم استنادا إلى «خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني»، متابعا أن «إحدى المحاولات لنقل ميكانيات مخصصة لتحويل صواريخ إلى دقيقة من سوريا إلى لبنان استهدفت من قبل إسرائيل في يوم 17 ايلول الماضي.
وذكر أن إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوعة ولديها معلومات عديدة عن مشروع الصواريخ الدقيقة وهي تتحرك في مواجهته من خلال رد عملياتي متنوع ومن خلال طرق عمل ووسائل مختلفة، أيضاً بحسب «روسيا اليوم».
وهذه الحملة الممنهجة قد بدأت منذ الأزل وستبقى إلى الأبد، خصوصاً في ظلّ تراجع نسبي للدعم الاوروبي لإسرائيل في السنوات الماضية، فقد سبق وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان عدداً من الدول الأوروبية لا تعتقد ان
حزب الله منظمة إرهابية وتميّز بين جناحه العسكري والآخر السياسي، ولكن وبرأي الاسرائيليين فإنه من المستحيل الفصل بين أجنحة
حزب الله أكانت إعلامية أم سياسية أم عسكرية. هذا وذكرت الصحف العبرية أيضاً، ان يائير لبيد الذي كان يسعى إلى الوصول إلى منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ومنافسة بنيامين نتنياهو، قد أرسل إلى 27 دولة في الاتحاد الاوروبي يحثهم فيها على التوقف عن النظر ل
حزب الله كمنظمة غير ارهابية، نقلاً عن «جنوبيّة».
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو الآتي : هل كلّ هذه المهزلة وكلّ هذا التهريج، هو تحضير لضربة قريبة للبنان تحت ذريعة مزعومة عن امتلاك
حزب الله صواريخ معيّنة؟
ومَن قد يدعم هذه الضربة ويؤيّدها، في سبيل الحفاظ على «الراحة النفسيّة» لإسرائيل؟
والسؤال الأبرز: هل إسرائيل قادرة «نفسيّاً « على الدخول في أي نزاع أو اشتباك قد ينجم عن مغامراتها «الدونكيشوتيّة» المتهوّرة والطائشة؟ ألم تتّعظ من الدرس الأخير الذي لقّنه لها حزب الله؟؟؟ الايّام القادمة ستكون كفيلة في الإجابة عن كلّ هذه الأسئلة.