مسرح تدمر هو مسرح أثري يقع في مدينة تدمر السورية، ويعتقد علماء الآثار بأنه بني في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وقد أعيد بناؤه بعد انهياره عام 273م عندما سيطر الرومان على المدينة، وقد كان مدفوناً تحت الرمل حتى عام 1950، ثم جرت أعمال التنقيب والترميم عام 1952.
المدرج يتكون من 13 صفاً، ويرتفع كل صف 37 سم وبعرض 60 سم، وهو مبنى على شكل نصف دائرة بالأحجار الكلسية، وتوجد أوكسترا لها ثلاث بوابات. أبراج المسرح متوازية ومداخله ورحبته مزينة بالزخارف والنقوش الأخاذة وأعمدته الضخمة الرشيقة تحمل بدورها جبهة مثلثة نقش عليها قرص الشمس الذي يرمز إلى مدينة تدمر تتفرع عنه أشعة على شكل أغصان مثمرة ما يضفي قيمة جمالية على البناء والنمط المعماري.
يتميز هذا المسرح بوجود خمس فتحات لأبواب الدخول بدلا من ثلاث كما هي العادة مزينة بجبهات مثلثية الشكل والباب المركزي يفتح نحو الداخل بمحور نصف دائري وفي حائط البوابة ثقوب لتعليق البرنامج والعروض التي كانت تعرض فيه من الكوميديا والتراجيديا والموسيقا.
سيطر تنظيم "داعش" الارهابي على مدينة تدمر بحلول 21 مايو / أيار .2015 وتمت استعادة مدينة تدمر من قبل الجيش السوري في مارس / آذار 2016، وأظهرت لقطات من الطائرات بدون طيار أن المسرح ظل سليما إلى حد كبير.
في 5 مايو / أيار 2016، بمناسبة الذكرى المئوية لذكرى شهداء سورية، استضاف المسرح حفلتين للموسيقى الكلاسيكية في ذكرى ضحايا الحرب الأهلية، بمن فيهم أولئك الذين أعدموا في الموقع، والاحتفال أيضا بمناسبة تحرير المسرح، وهي أول حفلة موسيقية أوروبية وروسية استمرت 20 دقيقة.
أما الحفل الثاني، أثناء المساء، كان من قبل أوركسترا وبمشاركة سورية. وشمل الحضور الجيشين السوري والروسي، فضلا عن مسؤولي اليونسكو والقادة الدينيين والصحفيين والسكان.
سيطرت "داعش" مجددا في ديسمبر 2016 و ذلك بفترة بفترة وجيزة، وقد دمروا تماما واجهة المسرح وفقا لمأمون عبد الكريم، مدير وكالة الحكومة السورية للآثار والمتاحف، وذكرت السلطات السورية أن صور الأقمار الصناعية تظهر علامات التدمير المتعمد، كما قال ميخائيل بيوتروفسكي، عالم اللغة العربية ومدير متاحف الأرميتاج بانه "عمل انتقامي"