رئيس ما يسمى تيار الغد السوري أحمد الجربا زار بغداد مؤخرا والتقى مسؤولين عراقيين وذلك ”للتوسط له مع دمشق. اخيرا وليس اخرا انه واحد من الذين سيقفون وفي الصف الذي سيطول من كل الاطياف والتوجهات الراغبة في تسوية اوضاعها ولكل سببه وعلته في خياره الجديد.
الجربا اشار انه ”مستعد لإرسال وفد إلى دمشق لإجراء لقاءات مع المسؤولين وانه مستعد للمشاركة بقوات عشائرية تحت العلم السوري في المناطق العربية بعد الانسحاب الأميركي“، وقبل الجربا اكثر من جهة او منشق حسب ما كان يحلو للمحرضين على الفتنة في سوريا اعلاميا طلبوا العودة بل والاعتذار عما سببوه من ضرر لبلادهم ودون التطرق للاسماء فنمهم عاد وبوساطات من روسيا وايران مرة اخرة الى دمشق. ولكن لم يتم تناول الحدث كما ينبغي لان ذلك لم يكن يرضي محرضي استمرار الحرب على سوريا . انه امر مرحب به كل خطوة ندم او اعتذار من هنا او هناك لكن الاهم هو عودة السوري او الابن الضال بالدرجة الاولى وهنا فان كل من يفكر بتبديل خياراته السابقة الخاطئة عليه ان يكون صادقا في توجهه الجديد وحيث ان دمشق لم تغلق الباب بوجه احد ابدا افرادا وجماعات من السوريين بل وحتى لمن طعنها في الظهر خلال محنتها.
ان ثقافة المصالحة كانت خيارا منذ البداية ولكن يجب ان تكون ضمن اطر محددة اهمها وان كانت تقضي بعودة من خذل بلده لحظة الحاجة بل وتامر عليها فان الاهم من كل ذلك وان كانت قرارات العفو والصفح تحددها مصلحة البلاد فان الاهم من كل ذلك ان لاتكون مؤذية لمن وقف في لحظة مفصلية ثابتا مدافعا عن بلده الذي لم ينظر اليه كفندق في وقت تكالب فيه البعيد والقريب.وعلى الصعيد العربي فان الرغبة اكيدة في العودة سياسيا ودبلوماسيا الى سوريا وسقطت كل الموانع والاسباب والرهانات وتزداد التكهنات.
من هو الرئيس العَربيّ الثَّاني الذي سيَطرُق أبواب دِمشق بعد البشير..
فيما يتواصل الحديث حول ضرورة عودة سوريا الى الجامعة العربية وتنسيق جزائري تونسي لدعوة سوريا إلى القمة العربية وتقديم مقترح قبل ذلك لرفع التجميد عن عضوية سورية في الجامعة العربية ان كل ما حصل من مراجعة عربية ودولية لجهة العودة الى دمشق له سبب واحد فقط وهو انتصارات الميدان وعدم مساومة القيادة السورية على سيادتها وقراءتها واستشرافها لمستقبل الحرب على بلادها اما فيما يتعلق بعودة السفراء فانها وان رحبت كما جاء على لسان معاون وزير خارجيتها، بعودة السفارات العربية والأجنبية إلى دمشق، لكنه قال إن سويا لن تستجدي أحداً لإعادة فتح سفارته، واضاف "من أغلق سفارته في دمشق بدون استئذان ويريد تغيير قراره المستند إلى انتهاج مقاربة أخرى إزاء الإرهاب الذي ضرب سوريا، فنحن نرحب بذلك ولكننا لا نستجدي عودة أحد".