يحتفل بعيد القوزلي في 14 من يناير/ كانون الثاني كونه يصادف الأول من يناير/ كانون الثاني وفقا للتقويم اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر)، الذي كان معمولا به منذ عام 45 قبل الميلاد، إلى أن تم تعديله من قبل البابا غريغوريس الثالث عشر رأس الكنيسة الكاثوليكية حينها، والذي بات التقويم المعتمد منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
وقد ظل يحتفل بهذا العيد وفقا للتقويم اليولياني بسبب قدمه وارتباطه في الوعي الجمعي الشعبي بطقس مغرق في القدم.
والقوزلة تسمية آشورية من كلمة قوزلو وتعني قزل النار أو إشعال النار، حيث كانت توقد النار طلباً للدفء وللطبخ، وتوقد على رؤوس الجبال وأمام المنازل ابتهاجاً وإعلانا لهذه المناسبة.
طقوس القوزلة "القوزلي"
إشعال النار في أكوام من الأحطاب والأغصان المكدسة لحظة غطسة الشمس الظاهرية في البحر، وترديد الهتافات والمقاطع الغنائية التراثية مثل: "هاتوا حطب … هاتوا نار قوة و ذلة عالكفار هاتوا حطب هاتوا نار هادا يوم الانتصار"
لا تعد القوزلة عيداً دينياً ولا رسمياً، ولكنه تراث وإرث سوري قديم وأصيل وتقليد جميل مازالت بعض مناطق وأحياء الساحل السوري تحافظ عليه من العهد الآشوري.
ويجتمع فيه الناس ويقدمون الضيافات الشعبية والأكلات التراثية، ومنها خبز التنور أو القوزلة المبلول بـ الزيت والفطاير وحب البركة والفليفلة
كما تحضر الكبيبات وأقراص السلق و أقراص العجين المحشوّة لحماً وتسمى "زنكل"، ويقدم التمر وحب الأس وفي بعض القرى تقام أعراس شعبية تشبه ما كان يقام فيما يسمى عيد الزهور الاجتماعي الذي تحتفل فيه كل شعوب المنطقة.
كما أن بعض يقدر عمرهم بسنوات القوزلة ، فـ يقال إن أحدهم عمره يتجاوز (90 قوزلة)
الاحتفال بعيد رأس السنة الشرقية هو اجتماعي مسبوق بسهرة ليلة 13 كانون الثاني، ويبدأ رسميا في الصباح الباكر مع بداية العام الميلاديّ الجديد على التّقويم الشّرقي.
يستقبل الريف الساحلي السوري هذه المناسبة بـ مسحة إنسانيّة رائعة، فـ قد اعتاد أهل القرى على إعلانه يوماً للتّسامح، وطي الخلافات الشخصية والعائلية، ومساعدة الفقراء بـ العطايا المادية، وتبادل الزيارات صباح العيد.
وبطبيعة الحال، فقد اختلفت طريقة الاحتفال بهذا العيد عبر الزمن، إذ بات اليوم يقتصر على زيارات يتبادلها الأصحاب والأقارب، مقرونة بتناول طعام العيد.