وكتب “حيدر” على صفحته الشخصية في “فيسبوك” قائلا: “لم أعد أكثر من وزن زائد على وجه هذه الأرض ولا فائدة من وجودي إلا لقاء ابنتي”، قررت ما يلي التزام الصمت والامتناع عن الكلام والإضراب المفتوح عن الطعام.
وكان “عمار الشيخ حيدر”، وهو شقيق وزير “المصالحة الوطنية” السابق “علي حيدر”، قد اعتقل في الشهر الخامس من عام 2010 وبعد اعتقاله بثلاثة أشهر لجأت عائلته إلى الأردن، وفي عام 2011، تم الإفراج عنه..
ويروي “حيدر” الذي يتحدر من مدينة “مصياف” أنه في العام 2015 حاول الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير شرعية أكثر من مرة كغيره من آلاف السوريين عله يتمكن من لمّ شمل عائلته، لكن محاولاته باءت بالفشل، ونظراً لعدم تمكنه من توفير نفقات السفر بحراً، آثر السفر براً وقام -كما يقول- بأربع محاولات كان البوليس اليوناني يعيده فيها إلى تركيا رغم وصوله إلى الحدود اليونانية،
والمحاولة الرابعة أُفشلت من قبل الجندرمة التركية قبل أن يجتاز الحدود، وعندها -كما يروي- يأس من النجاح ولم يبق أمامه سوى السفر بحراً فلجأ إلى تجار التهريب وفضّل أن يصعد إلى البحر كسائق للبلم كي يوفر تكاليف الرحلة وذهب إلى “أزمير” على هذا الأساس رغم تبعات الأمر القانونية وخطورته، غير أن هذه المحاولة لم يُكتب لها النجاح ثانية.
ويضيف أنه قدم ملفه وملفي زوجته وابنته إلى وزارة الهجرة الكندية في نهاية عام 2017 بمساعدة سيدة سورية تُدعى”صبا خضور”، فتم رفض الملف في المرة الأولى لأن ابنته “مروة” كانت فوق الـ 18 سنة فتم تقديم ملفها بمفرده وملفه وملف زوجته معاً.
وكشف أن السفارة الكندية في العاصمة الأردنية حددت موعد مقابلة لابنته في الشهر الثالث من العام الماضي 2018 وأجرت مقابلة وكانت النتيجة إيجابية وبعد تحديد موعد الفحص الطبي في الشهر الرابع من العام ذاته تم تجميد ملفها إلى الآن،
ولفت إلى أن السفارة الكندية في اسطنبول حددت له موعداً في 1/8/ 2018 وأجرى مقابلة وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى أنه -كما يقول- أجرى فحصاً طبياً وحصل على شهادة صحية، وفي الشهر التاسع أجرى مقابلة جديدة وأُعطي ورقة تثبت انه لا مانع من ركوب الطائرة، غير أن ملفه جُمد هو الآخر إلى الآن، أما زوجته -كما يؤكد- فلم يتم تحديد موعد مقابلة لها أو ما يشعر بالموافقة على طلب اللجوء.
وأردف محدثنا الذي كان يعمل في المقاولات في “مصياف” قبل سنوات الحرب أنه خسر كل شيء ويعيش حالياً من مساعدات بعض الأصدقاء حتى أنه -كما يقول- لم يعد يملك سوى جواله والثياب التي يرتديها ومصنف لجوئه الذي بات بمثابة وطنه-الجديد، ولذلك قرر -كما يقول- أن لا يقف مكتوف الأيدي ويستسلم لواقعه، وكانت أمامه عدة خيارات اختار الأقل سوءاً والأكثر عقلانية بينها وهو الإضراب عن الطعام والاعتصام أمام السفارة الكندية في تركيا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وبدورها كشفت “مروة حيدر” أنها قدمت مع عائلتها على طلب لجوء إلى كندا عام 2017 فتم رفض الطلب لأنها كانت قد تجاوزت عمر الـ 18 وفي أواخر العام ذاته قدمت العائلة بملفين منفصلين وأجرت مقابلات في السفارة الكندية بعمان وإلى الآن لم يتواصلوا معها أو يخبروها بنتائج هذه المقابلات.
وعبّرت “مروة” عن خوفها على وضع والدها الذي لم تره منذ 10 سنوات وقراره بالإضراب عن الطعام، متمنية أن يصل صوته بأسرع وقت للمعنيين ويجتمع شمل العائلة.
زمان الوصل بتصرف