نشطت الاتصالات بشكل مكثف بين أنقرة وموسكو خلال الساعات الماضية لبحث الوضع في منطقة العمليات في أرياف إدلب وحماه وحلب المحيطة بإدلب، وقالت مصدر مطلع” لرأي اليوم ” أن الجانب التركي يصر على وقف إطلاق النار، مقابل سعي تركي لفتح الطرق الدولية التي جرى الاتفاق عليها خلال اتفاقية سوتشي، في أسرع وقت ممكن.
وجاءت الجهود التركية بعد تقدم الجيش السوري في الايام الماضية وسيطرته على “كفرنبودة و قلعة المضيق و تل هواش و الكركات و الشيخ إدريس، وعلى محور آخر سيطر الجيش على بلدة الشريعة بسهل الغاب.
وقالت موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين أن العمليات العسكرية تتم بالتنسيق مع أنقرة، في حين يلتزم الجانب التركي الصمت حيالها، ولم تعلن أنقرة أي موقف بخصوص العمليات.
وقال فيرشينين إن “تصرفات قوات الحكومة السورية وقوات الفضاء الروسية في منطقة إدلب هي رد فعل على الهجمات الإرهابية”.
وكانت هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا قد استهدفت مرات متتالية القاعدة الروسية في اللاذقية بصواريخ غراد والطائرات المسيرة.
بحسب مصادر محلية، فقد ادخلت تركيا أرتالا عسكرية ضمت أكثر من 50 عربة عسكرية مدرعة، توزعت على نقاط المراقبة في تل العيس بريف حلب الجنوبي، وتل الطوقان والصرمان بريف إدلب الشرقي.
وتتحدث معلومات عن طلب تركيا مقايضة منطقة تل رفعت بريف حلب بالمنطقة المستهدفة بالعمليات، لكن يبدو أن روسيا تريد إدلب كاملة مقابل تل رفعت، وتهتم تركيا بتل رفعت لإبعاد الوحدات الكردية، وفتح طريق غازي عنتاب – حلب الدولي، لكن تخشى الحكومة السورية من التهديد الذي يمثله وجود قوات تابعة لتركيا في تل رفعت القريبه من حلب ومن بلدتي نبل والزهراء، وهو ما يدفع إيران كذلك لرفض العرض التركي لكون البلدتين ذات غالبية شيعية وستكونان مهددتين بشكل كبير من المليشيات التركية اذا ما تمركزت في تل رفعت.
وحسب التقديرات العسكرية فإن العملية التي يقوم بها الجيش السوري سوف تقتصر على منطقة جنوب إدلب والريف الشمالي لمدينة حماه، وريف اللاذقية المحاذي لادلب، ومن المرجح أن تتوقف العمليات عند هذا الحد لتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بطرق الموصلات الدولية البرية، والإمساك بالمنطقة المنزوعة السلاح وطرد الجماعات المسلحة منها وتدمير تحصيناتها.
وتخضع المنطقة إلى اتفاق بين تركيا وروسيا في سوتشي، في أيلول 2018، نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، ولكن تركيا حتى الآن لم تنفذ ما عليها بموجب هذا الاتفاق.