الجولات المكوكية للمبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث من الرياض الى صنعاء ومن صنعاء الى ابوظبي خلال هذه الاشهر لم تستطع اقناع دول العدوان بتنفيذ الاتفاق والالتزام ببنوده حيث ابدت هذه الدول خلال الاشهر الماضية تعنت كبير وروفض تم للانسحاب من محيط مدينة الحديدة وفتح الطرق وكذلك رفضها المتكرر لانتقال لجنة المراقبة الدولية من ميناء جيبوتي الى الحديدة حسب الاتفاق الموقع بين الطرفين في ديسمبر/كانون الأول الماضي بدولة السويد. القوى الوطنية في صنعاء وللمرة الثانية دعت الامم المتحدة للاشراف على عملية الانتشار كبادرة حسن نية في سبيل دفع عجلة السلام التي تسعى دول العدوان الى وضع العصى في دواليبها مرارا وتكررا. وقد رحبت الأمم المتحدة بهذه الخطة وأشاد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الفريق مايكل لوليزغارد بالعرض الذي قدمته حكومة صنعاء لإعادة الانتشار بشكل أحادي في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى الإستراتيجية ودعا إلى أن تليها إجراءات مُلتزمة وشفافة ومستمرة للأطراف، بهدف الوفاء الكامل بالتزاماتهم وقالت الأمم المتحدة في بيان إنها ستشرف على عملية إعادة الانتشار الأحادي الجانب التي ستُستكمل في الرابع عشر من الشهر الجاري.
من جهته اعتبر رئيس اللجنة الثورية وعضو المجلس السياسي الاعلى محمد علي الحوثي ان الانسحاب أحادي الجانب الذي سيقوم به الجيش واللجان جاء نتيجة لرفض دول العدوان الأميركي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائها تنفيذ الإتفاق المبرم في السويد مضيفا أن سبب اعاقة تنفيذ اتفاق ستوكهولم خلال الاشهر الماضية هي دول العدوان محملا مجلس الأمن والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن استمرار أسوأ أزمة إنسانية في العالم مضيفا ان هذه الازمة نتيجة جرائم الحصار والحظر لمطار صنعاء وعدم تسليم المرتبات والتجويع المتعمد لليمن من قبل دول العدوان وداعمهم الاميركي والبريطاني ودعا الحوثي مجلس الامن إلى اتخاذ إجراءات ضد دول العدوان المعيقة بعد أن أثبت الشعب اليمني وقيادته وجيشه ولجانه دعمهم للسلام بالانسحاب الأحادي من الموانئ.
ورغم ترحيب الامم المتحدة وفريقها الاممي المتواجد في الحديدة استبق العدوان السعودي الاماراتي عملية الانتشار التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية وبالتضليل والتشكيك واعتبر الاعلام السعودي والاماراتي عملية الانتشار حتى قبل تنفيذها بانها مضللة ومسرحية. موقف دول العدوان هذا اعتبره العديد من المراقبين انه تملص من الحقائق ومساع من اجل استمرار الوضع ورفضهم تنفيذ اتفاق السويد بجميع بنوده.
وفي شان متصل تفاقمت الازمة الانسانية في مديرية الدريهمي إحدى مديريات محافظة الحديدة المحاصرة من قبل العدوان منذ اشهر حيث تفاقمت المعاناة وذكرت مصادر محلية ان الناس اصبحوا يموتون جوعا بداخلها وطالب المكتب السياسي لحركة انصارالله في بيان له الامم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في الضغط على تحالف العدوان لفك الحصار ورفع العدوان عن الدريهمي معبرا عن اسفه للصمت المخزي الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه المأساه الإنسانية في هذه المنطقة. وشهدت محافظة الحديدة وقفات احتجاجية تنديدا باستمرار الحصار على الدريهمي واستنكر المشاركون في الوقفات استمرار تحالف العدوان في ارتكاب الجرائم بحق أبناء الدريهمي وما يفرضه من حصار علي المدينة؛ ما أدى إلى وفاة الكثير من النساء والأطفال والمسنين بسبب الجوع وعدم إدخال الأدوية.
الى ذلك اتهم عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الأسرى السعودية والإمارات بعرقلة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى موضحا أن السعودية لم تكتفي بتعطيل اتفاق السويد وعدم تنفيذ بل انها أصدرت توجيهات لمرتزقتها على الارض بمنع أي وساطات محلية تفضي إلى اتفاق تبادل أسرى بين الطرفين على الارض مشيرا انهم أطلقوا مبادرة لإجراء تبادل 1000 أسير بمناسبة شهر رمضان، إلا أن السعودية أوقفت أي جهود محلية من الطرف الآخر لإنجازها.