تقع مدينة «معضّمية الشام» أو «المعضّمية» غرب مدينة دمشق على سهل خصب واسع بين جبال دمر وامتدادها الغربي ومدينتي داريا وجديدة عرطوز، وتتبع محافظة ريف دمشق، ترتفع عن سطح البحر 720م وقد كانت من أهم قرى غوطة دمشق الغربية وأكبرها مساحةً وهي من أقرب المدن إلى العاصمة دمشق، الأمر الذي جعلها تشهد إقبالاً سكانياً كبيراً.
سُميت «المعضّمية» تحريفاً عن «المعظّمية» نسبةً إلى الملك المعظّم «عيسى بن أيوب» ابن أخي الناصر «صلاح الدين الأيوبي» الذي اتخذ المنطقة مقراً لإقامته، ثم توفي ودفن قريباً منها.. وتُعد «المعضّمية» قمة «جبل عنتر» الواقع في شمالها بارتفاع 1200 م وتقع على سفح جبل اسمه «جبل غرابة» يقال إنه كانت تقع عليه مدينة «غرابة» وربما هي أصل مدينة المعضمية، إذ دمر الزلزال الكبير هذه المدينة في أوائل القرن العشرين ونزح من بقيَ حياً من «غرابة» إلى أسفل السفح وشيّدوا «المعضمية» الحالية التي أخذت في النمو والتطور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من حيث عدد السكان وامتداد البناء والعمران، وقد كانت تمتاز بيوتها القديمة بالطراز الريفي المصنوع من اللبن والحجر وفيه الفسحات السماوية، وتمتاز أيضاً بكثرة مساجدها القديمة منها والحديثة، وقد حافظت على ثقافتها وعاداتها، كما اشتهرت تاريخياً بعدة زراعات كبرى أشهرها وأكثرها أهميةً زراعة الزيتون الذي يُعد من أجود أنواع الزيتون على الإطلاق نظراً لقدرته على الاحتفاظ بجودته ورونقه وطعمه سنين كثيرة بعد معالجته، وقد اشتهرت في وقت سابق بزراعة الحبوب واليانسون الذي كان يزرع على مساحات شاسعة.