ونحن نشاهد مونديال روسيا لكرة القدم ونتحسر على المستويات التي ظهرت بها المنتخبات العربية تعود بنا الذاكرة إلى المرارة العربية المستمرة ليس في كرة القدم فحسب، ونمني النفس بالقول ليس بالإمكان أفضل مما كان، بل في كل مجالات الحياة.
فالتقدم والرقي كل لا يتجزأ في الرياضة والسياسة والاقتصاد وبناء على ذلك يأتي النجاح ويتحقق الانتصار، وهذا أمر بديهي وليس اختراعاً أو اكتشافاً.
لكرة القدم شعبيتها الواسعة، لا يعود ذلك إلى أنها «ساحرة الجماهير» كما قيل أو إلى شروط مرتبطة بالمتعة والإمتاع أو إلى كرة القدم من حيث هي لعبة ورياضة في ذاتها وإنما لكونها اقتصاداً وسياسة.
ولأنها كذلك، فلها سوقها وسياستها وجمهورها ويكفي أن ننظر إلى الكيفية التي تقام بها المباريات، وتفاعل الجماهير معها، وكيف تتحول إلى «حرب» بين هويات كروية، بل ثقافية وقومية ويكفي أيضاً أن نشير إلى الأهمية البالغة التي يكتنفها تنظيم المونديال بالنسبة للدول والصراع القائم بينها للظفر بهذا التنظيم لكي نتبين في النهاية أن كرة القدم فعلاً اقتصاد وسياسة بل اقتصاد سياسي.
لم تكن الخيبات التي مُنيت بها الفرق العربية في كأس العالم جديدة علينا، بل ربما تأتي محاكاة لواقع عربي شامل قد يكون البعض قد عول وعلق آمالاً على إنجاز عربي ما في هذا المحفل الكروي، ربما يعوّض نكسات وانتكاسات كثيرة تشهدها الساحات العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ف
العرب باتوا يتوقون إلى انتصار بأي مجال وعلى الرغم من يقيننا بأن المشاركة العربية في المونديال لم تكن لتصل بالمنتخبات إلى مراحل متقدمة، لكننا كنا نترقب إنقاذاً لماء الوجه فحسب، بل يمكن الرجوع كثيراً إلى الوراء لإسقاط الحال الكروية على الوضع السياسي العربي من تونس إلى مصر إلى السعودية والمغرب، وهي الدول المشاركة لكن القائمة يمكن أن تطول معظم الدول العربية، حيث الخيبة الكبرى تجمعها.
على هامش المشاركة العربية في المونديال الحالي وتلك الصورة الهزيلة والضعيفة للعرب، نؤكد أن الرياضة أحد تجليات الحالة العربية الراهنة، فلا يكفي أن نطلق الصفات على الفرق العربية: «كالصقور والمحاربين.. وغير ذلك»، فالفرق هي وليدة مجتمعاتها وإن لم تكن صقوراً في السياسة والاقتصاد والمجتمع لا يمكن أن تكون كذلك في الرياضة وإن حدث عكس ذلك، فهذا لا يعدو كونه طفرة لا يمكن البناء عليه
شوكت أبو فخر / تشرين