طفيلي يسيطر على النمل لتبع أوامره فجرا وغروبا

الجمعة 6 أكتوبر 2023 - 08:30 بتوقيت غرينتش
طفيلي يسيطر على النمل لتبع أوامره فجرا وغروبا

اكتشف باحثون من قسم علوم النبات والبيئة بجامعة كوبنهاغن أن نوعا من الطفيليات يسمى "ديكروكويليام ديندريتيكام"، يتحكم تماما في أدمغة النمل بحيث يدفعه للتحرك بالطريقة التي يرغب فيها الطفيلي، لا النمل نفسه.

و"ديكروكويليام ديندريتيكام" من الديدان المفلطحة التي تصيب القنوات الصفراوية والكبد في بعض الحيوانات مثل الأغنام، ويمكن كذلك أن تصيب الإنسان.

وتبدأ دورة حياة هذا النوع من الطفيليات بغزو أجسام الحيوانات الأخرى، فتضع البيض داخلها، ويتم طرح ذلك البيض عن طريق الفضلات، ولو وصل ذلك البيض إلى الغذاء أو الماء الخاص بكائن آخر فسينتقل إليه، ليصبح المضيف الجديد، وهكذا.

وضع الباحثون علامات على النمل المصاب وغير المصاب بهذا الطفيلي في غابات دانماركية (يوريك ألرت)

النملة الزومبي

وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرها الباحثون في دورية "بيهافيورال إيكولوجي"، وضع الباحثون علامات على عدة مئات من النمل المصاب وغير المصاب بهذا الطفيلي في غابات بيدستروب بالقرب من مدينة روسكيلدا الدانماركية، ثم راقبوا سلوك النمل طوال اليوم.

وقد تبيّن لهذا الفريق البحثي أن النملات المصابة بهذا الطفيلي هي فقط التي تستجيب لظروف من الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة تفيد الطفيلي، وبينما ترتفع درجة الحرارة، تنزل النملة للتخفي في العشب، ولكن حينما تنخفض درجة الحرارة تصعد النملة أعلى العشب.

وبحسب الدراسة، فقد ظهر أن النملة تتحرك في أوقات الفجر وقبل الغروب بطريقة تدفعها لتصبح جزءًا من غذاء البقر أو الخراف أو الغزلان أو أي حيوان راعٍ آخر، حيث تقف مباشرة وتنتظر أعلى الأعشاب التي تأكلها تلك الحيوانات.

وقد خلص الباحثون إلى أن ما يقوم به الطفيلي طريقته للوصول إلى الكائن المضيف الخاص به، حيث يتحكم في دماغ النملة ويوجهها إلى أعلى العشب، فيأكلها الكائن المضيف.

النملة تتحرك في أوقات الفجر وقبل الغروب بطريقة تدفعها لتصبح جزءًا من غذاء حيوانات الرعي (يوريك ألرت)

وبحسب الدراسة، فإنه حينما يدخل قطيع من الطفيليات إلى جسم النملة فإنه ينقسم إلى مجموعتين، الأولى يكون فيها فرد واحد فقط غالبا، يسافر مباشرة إلى رأس النملة ليذوب في مكونات الدماغ هناك، فيغير من تركيبته ويعطيه مجموعة الأوامر الجديدة.

أما بقية الفريق فيسافر إلى بطن النملة، وهناك يحيط نفسه بغلاف يحميه من الأحماض المعدية الخاصة بالنملة، وينتظر حتى تجيء اللحظة التي يدخل فيها إلى بطن أحد تلك الحيوانات التي ترعى على الأعشاب، ومن هناك ينطلق في دورة حياة جديدة.

وبحسب بيان صحفي أصدرته جامعة كوبنهاغن، فإنه قد أثار انتباه الباحثين ذلك الدور الذي لعبه الطفيلي الوحيد المتوجه للدماغ، إذ إن دوره إيثاري تماما، يضحي بنفسه مباشرة من أجل مصلحة بقية الفريق، علمًا بأن السلوكيات الإيثارية من هذا النوع مرصودة من قبلُ في عالم الحيوان.

المصدر : مواقع إلكترونية

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019