أجنحة الإرهاب الدولي المنظم تتكسر، والجيش العربي السوري لن يتراجع أو ينكفئ عن أهداف وضعها نصب عينه، وهي تكنيس وتنظيف أراضي البلاد من فساد التكفير وجيفه الكريهة، في وقت تُصاب فيه صنابير الفتاوى والنفط والسلاح بالعطب، وتفقد بريقها وجديتها، وهو ما يعزز مشهد تمزق الإرهابيين وتناحرهم وارتباك داعميهم، وعودتهم إلى الأيام التي سبقت الحرب، عندما كانوا مشتتين قبل أن يجتمعوا على الكفر وارتكاب الجريمة، واليوم يتساءلون فيما إذا كانوا قادرين على الالتحاق بقطار النجاة، أم يستمرون في المراهنة على العناد المدمر.
من «موك» الأردن جنوباً إلى ضفاف الفرات شرقاً وإدلب شمالاً، وضجيج آلة الإرهاب الميداني والإعلامي لم يهدأ أو يكنّ منذ أكثر من سبع سنوات، و لم يتعلم أصحابها أن ما يجري مجرد مناورات فارغة وتكتيك موؤود، لأن سورية وشركاءها يعرفون من تجاربهم الخاصة حقيقة المراوغة الأميركية التي لا يفيد معها غير منطق القوة والحزم، ولا يحتمل التعامل معها تقديم أي تنازلات، وكل من جرب ذلك في العالم لا يزال يدفع الثمن حتى اليوم، أما من أبدى القوة والبأس في الدفاع عن حقوقه، فقد انتزع اعترافاً غربياً بأن المجابهة تبنى على توازن القوى، وليس على النفاق المتبادل وتهدئة الأعصاب، أو الحديث عن النيات والتوقعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
مع مطلع كل صباح يكتمل مشهد الانتصار العسكري والسياسي السوري، وتتضح معه صور هزيمة المراهنين، وهم يجثون على ركبهم خانعين تحت سيوف الحلول المفروضة، حيث مناطقهم تعج بالفوضى والانهيارات، وتفر أدواتهم أمام القضم والتقدم السريع لقواتنا الباسلة، بعد تدمير تحصيناتهم وأنفاقهم وأوكارهم، وحواجزهم الركيكة تتقاذفها رياح الرد القوية.
طروحات وأمنيات أميركا جميعها أخفقت، لأنها تدخل في خانة الاحتلال والغزو والسيطرة، وبالتالي فجميع جولات مسؤوليها المكوكية لتوقيع الصفقات، ووضع أختام الاتفاقيات لم تجن لهم ما أرادوا، وعادوا أكثر من مرة على أعقابهم بخفي حنين، ما خلا بعض الأموال التي قنصوها من خزائن أتباعهم ووكلائهم الخليجيين، لأن تلك الطروحات كانت تغرد خارج حدود المنطق وسياسية الأمر الواقع.
حسين صقر / صحيفة الثورة