أفكار ملموسة وقنابل مجرمة!!‌‌‏ ‏.. كتب د. فؤاد شربجي

الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 12:09 بتوقيت غرينتش
أفكار ملموسة وقنابل مجرمة!!‌‌‏ ‏.. كتب د. فؤاد شربجي

إنه عدوان مجرم واضح فاضح وموصوف ترتكبه "إسرائيل" ضد لبنان، كل لبنان، وأمريكا ‏وبعد ‏لازمتها بالدعوة إلى "عدم توسيع الحرب"، تصف هذا العدوان باسم "تقليص قدرات ‏حزب الله"، ‏وهو اسم تدليع هدفه تبرير هذه الجريمة الصهيونية المجنونة بحق لبنان ‏واللبنانيين، والوقاحة ‏الأمريكية الأكبر هي إعلان واشنطن أنها ومع دعوتها لعدم توسيع ‏الحرب، فإنها تدعم "إسرائيل" ‏في عملها لتقليص قدرات حزب الله، هل يمكن لأحد بعد ذلك ‏أن يشكك بأن ما يجري ضد لبنان، ‏ما هو إلا عدوان صهيوني- "إسرائيلي"- أمريكي مجرم، ‏وأمريكا في أساسه؟.‏

قال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية تعمل مع الشركة والحلفاء ‏على ‌‏"أفكار ملموسة" لمبادرة دبلوماسية، توقف الصراع وتخفف التوتر، وتعيد "الإسرائيليين" ‏واللبنانيين ‏إلى بيوتهم، البحث عن حل دبلوماسي وتطوير أفكار ملموسة هو ما تقوم به أمريكا ‏في هذا ‏الصراع، حسب زعم هذا المسؤول الأمريكي الكبير، الذي تجاهل وتعامى عن أن ‏القنابل الثقيلة ‏المجرمة، والصواريخ الدقيقة السفاحة، التي تستعملها "إسرائيل" في عدوانها ‏الهمجي على لبنان ‏واللبنانيين، ما هي إلا ذخائر قاتله مجرمة أمريكية، ولا يمكن لـ "إسرائيل" ‏استخدامها إلا بعد موافقة ‏واشنطن، وهذا رون يشاي المعلق العسكري لـ "يديعوت أحرونوت" ‏كتب بالأمس: (قررت "إسرائيل" ‏الشروع في حملة عسكرية دبلوماسية مشتركة بالتعاون مع ‏الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق ‏الهدف المعلن للحرب، الذي تتمثل فكرته الإستراتيجية ‏بالتوصل إلى صيغة تمكن "إسرائيل" من ‏ضمان أمن سكان الشمال"، هل من اعتراف حول ‏دور أمريكا في العدوان "الإسرائيلي" على لبنان ‏واللبنانيين أكثر من هذا الاعتراف؟.‏

ومتابعة لادعاء الأفكار الملموسة لمبادرة دبلوماسية أمريكية، طلع علينا الرئيس الأمريكي ‏بايدن ‏ومن على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعلن أنه "ما زال الحل الدبلوماسي ‏متاحاً وممكناً ‏لوقف الصراع بين "إسرائيل" ولبنان"، الرئيس الأمريكي يتحدث عن الحل ‏الدبلوماسي دون أن ‏يدين قصف "إسرائيل" للمناطق المدنية اللبنانية وتقتل اللبنانيين، كما أن ‏بايدن لم يطالب ولم يدع ‏«إسرائيل» على الأقل إلى تجنب استهداف المدنيين، حتى بالكلمات ‏لم يقف بايدن ضد استهداف ‏المدنيين، بل استمر في تبني السردية الإسرائيلية تجاه غزة ولبنان. ‌‌‌‏ ‏

‏استطاعت المقاومة نقل الحرب إلى داخل "إسرائيل"، وها هو نتنياهو ينقطع نَفَسه أمام نزوح ‏سكان ‏المستوطنات وانهيار ماركة "إسرائيل آمنة لليهود"، ومع هذا العدوان الإجرامي على ‏لبنان ستزداد ‏ضربات المقاومة، ما سيزيد ويفاقم من حركة نزوح المستوطنين، ورغم أن ‏الأضرار التي ‏تصيب اللبنانيين جراء العدوان كبيرة وخطيرة، إلا أن النزوح من شمال ‌‏"إسرائيل" يشكل الخطر ‏الأعظم على وجود "إسرائيل"، وخاصة أنه يضيع ويطيح بفكرة أن ‌‏"إسرائيل" هي المكان الآمن ‏لليهود، وهذا ما يعجز نتنياهو عن فهمه، لأنه في عمقه يعني ‏الإطاحة الإستراتيجية بمبرر وجود ‏واستمرار "إسرائيل"، وبدلاً من حفظ أو تصحيح ‏التوازن الإستراتيجي مع حزب الله، ينزلق إلى ‏سفك المضمون الإستراتيجي لبقاء ووجود ‌‏"إسرائيل".‏

‏من يدقق بما يفعله نتنياهو منذ "طوفان الأقصى"، لا بد أن يلاحظ أنه يتصرف كمجرم ‏مجنون، ‏مقطوع النفس، ولكن الدعم الأمريكي له يفاقم من خطورة الأذى الذي يوقعه هذا ‏المجرم في ‏المنطقة من الإبادة في غزة، إلى الإجرام العدواني في لبنان، وإذا كان صحيحاً أن ‌‏"إسرائيل" لا ‏توسع الحرب نزولاً عند رغبة واشنطن، إلا أنها تعمق من عدوانها بشكل ‏سيفجر المنطقة، وهذا ‏ما يضيء سر معنى بحث واشنطن عن أفكار ملموسة للحل الدبلوماسي، ‏في الوقت الذي تزود ‏الإدارة الأميركية "إسرائيل" بالقنابل المجرمة المجنونة، وتساندها في ‏عدوانها المجرم المجنون.‌‌‏ ‏

‏ختم الرئيس الأميركي بايدن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعبارة التالية: "ليحمِ ‌‏الرب كل من يسعى للسلام" دون أن ينتبه أنها تتضمن المعنى العميق والذي يكملها لتصبح: ‌‌‏"ليحمِ الرب كل من يسعى للسلام.. وليلعن الله كل من يشعل ويؤجج ويسلح الحرب ‏و‏العدوان".‏

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019