يكذبون.. شركاء في الإبادة... كتب راتب شاهين

الخميس 7 نوفمبر 2024 - 08:47 بتوقيت غرينتش
يكذبون.. شركاء في الإبادة... كتب راتب شاهين

كثيرون هم التجار والانتهازيون، الذين حملوا لواء القضية الفلسطينية، والذين ينطبق ‌‏عليهم قوله تعالى: "وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ"، وهم بالحقيقة مجرد أصوات دعائية ‌‏كاذبة، ضجيج مزيف و"زعيق"، وهم بخداعهم وبفعلهم شركاء الكيان الصهيوني في ‌‏إبادته المتواصلة للشعب الفلسطيني وتدمير لبنان وتهجير شعبه.‏

عند التوقف عند تصريح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: "بيع الأسلحة ‌‏لـ "إسرائيل‎" يعني المشاركة في الإبادة الجماعية"، يجب تذكيره أيضاً بالتقارير التي تؤكد ‌‏وجود أكثر من 2700 منتج غذائي تركي في "إسرائيل"، فالكيان لم ينقصه شيء ‌‏خلال قيامه بكل تلك المجازر، قذائف وحماية أمريكية وسلع غذائية وغيرها من ‌‏تركيا، الشراكة واضحة، والحقيقة لا يمكن طمسها بتصريح هنا، أو بتهديد فارغ ‌‏هناك. ‏

ما يجري من إبادة "إسرائيلية" لسكان المنطقة، في فلسطين ولبنان يحرك حتى الحجر، ‌‏ولكن لا يحرك هؤلاء العملاء، فلسطين ليست بحاجة للشعر والشعراء والمنافقين، في ‏مواجهة آلة ‏القتل الصهيونية، بل بحاجة لأشخاص غير هؤلاء التجار،‌ أصحاب ‏الأصوات الدعائية، ‏والتجار الذين وظفوا الدين لمأربهم، وركبوا موجة ما سمي ‏بـ "الربيع العربي"- وصدقوا أو ربما خدعوا بهذه التسمية، فهو لم يكن سوى "ربيع "‏إسرائيلي"، فالقضية الفلسطينية جمعت كل هؤلاء على كاهلها، ‏حملتهم إلى عروشهم، ‏وأسكنتهم على ظهور شعوبهم باسمها الكبير، فلسطين.‏

تقع على تركيا المسؤولية في تفاقم الوضع في المنطقة، وبنتيجة أفعالها ازدادت ‌‏الغطرسة "الإسرائيلية"، فتركيا من دعمت المنظمات الإرهابية في سورية، ما دفع ‌‏الجيش العربي السوري، إلى التقليل من ثقله النوعي في المناطق الحدودية مع ‌‏فلسطين، لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي أول ما استهدفته المنظومة الدفاعية الجوية ‌‏السورية، وبالتالي انتشر ولا يزال الجيش السوري على مساحة البلد، كل عسكري ‌‏سوري استشهد بنيران الإرهابيين أو دبابة دمرت بقذائف أتت عبر تركيا، ذاكرتنا لا ‏تزال تنزف بالوجع، وشمالنا يشهد على الكذب التركي كل يوم.

إذا كانت حركة "أنصار الله" اليمنية تقوم بواجبها، تجاه فلسطين بمنع السفن من ‌‏العبور إلى الكيان "الإسرائيلي" في البحر الأحمر، فماذا عن السفن التجارية التركية التي ‌‏تقدم العون لـ "إسرائيل"؟. ‏

شركاء الكيان "الإسرائيلي" في مجازره، أكثر بكثير من الذين تعرضهم الشاشات، هم ‌‏كل هؤلاء من منافقين وتجار وسماسرة، ركبوا على القضية الفلسطينية، وباعوها عدة ‌‏مرات حينما أرادوا، وعملوا على إشغال الدول المساندة لها، لتمكين الكيان "الإسرائيلي" ‌‏من المنطقة، وهذا هو الحاصل.‏

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019