وتعتبر القلعة واحدة من أهمّ القلاع والحصون في القرون الوسطى تحديداً في القرن الحادي عشر، وعندما أُعطيت القلعة لفرسان المشفى في القرن التاسع عشر أطلقوا عليها اسم ديس شيفليرس أي معنى قلعة الحصن.
وتعد القلعة من أهم الآثار التاريخية والمعمارية في سورية حيث تعد من أهم القلاع وأكبرها وأضخمها في القرون الوسطى والتي لا تزال قائمة إلى الآن، وتتميّز القلعة ببنائها المميز وجدرانها العالية وهندستها العسكرية وقوّة حصونها، وسلسلة شرفاتها البارزة، ومرامي سهامها، وموقعها المميز حيث تتنصب فوق هضبة بركانية على سلسلة جبال شديدة الانحدار من جهاتها الثلاثة في موقع استراتيجي متميّز على ملتقى الطرق التجارية والعسكرية للقوافل بين حمص، وطرابلس، وطرطوس، وتمتد القلعة مسافة 240م من الشمال للجنوب و170م من الشرق إلى الغرب.
وتتكوّن من حصنين داخلي وخارجي بينهما خندق وحولها خندق وتحيط بها أبراج عالية للمراقبة، ومساحة القلعة كبير حيث تبلغ حوالي ثلاث هكتارات ومساحتها تتسع جيش يتكوّن من ثلاثة الآف جندي مع العدّة والعتاد وخيولهم.
ومن ناحية البنية المعمارية تتميّز حجارة القلعة بلونها الكلسي وخفة وزنها وتقسم القلعة إلى أقسام عدّة منها: قاعة الفرسان، المسرح وهو دائري الشكل، قاعة الحرس المملوكي، برج بنت الملك، مهاجع موم الجنود، الكنيسة، الأبراج العلوية، المخازن التي تخزن فيها الموؤن.
لقلعة عبر التاريخ تعتبر قلعة الحصن نموذجًا للقلاع العسكرية المحصنة فلم يتمّ بناؤها دفعة واحدة بل بُينت على مراحل مختلفة حيث شيّد المرداسيون القلعة عام 1031م بقيادة ناصر بن صالح المرداسي بهدف حماية طرق التجارة والقوافل القادمة من بلاد الشام إلى داخل بلاد الشام، ومع مرور الزمن تعرّضت القلعة الى زلزال مدمر عام 1157م فدمّر معظم مبانيها، وتم إعادة بناء الاجزاء المهدمة تدريجياً.
وحاول نور الدين زنكي تحرير القلعة مرتين 1163-1167م، كما حاصرها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م أثناء مرور جيشه لاستعادة الساحل السوري.