وفي ظل هذه الظروف التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب وخاصة في الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي أدى إلى زيادة أعباء تكاليف الزواج على الشباب المقبلة عليه، وبدأ الشباب فكرة العزوف عن الزواج، وحل كابوس العنوسة وسط الفتيات، لتنذر بخطر ظاهرة اجتماعية تعد من أمراض المجتمع التي يجب مواجهتها والحد من انتشارها والبحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والدينية التي أدت إليها وإيجاد حلول مساعدة لإيقاف تفشي هذه الظاهرة.
والحقيقة أنه لا يوجد أي إحصائية حقيقية ودقيقة لدى أية جهة تحدد نسبة "العنوسة" في سوريا، بل إن المكتب المركزي للإحصاء أكد أنه لا يقوم بمسح إحصائي تحت هذا المسمى، إنما يقوم بإحصاء عدد الفتيات ضمن فئات عمرية محددة، وتصنيفهن بحسب الحالة الاجتماعية (عزباء، متزوجة، مطلقة، أرملة)، كما يتم التعامل مع الذكور بنفس الآلية المذكورة.
وللتغلب على هذه المشكلة الخطيرة التي تتطلب إيجاد حل للمشكلة.. حيث يجب أن نغير مفهومنا وثقافتنا عن الزواج، ونؤمن بأن الزواج سكن ومودة ورحمة بين الزوجين ونفعّل المشاركة بينهم، ونبتعد كل البعد عن تكاليف الزواج المرتفعة حتى يستطيع الشباب والفتيات الزواج وتحصين أنفسهم ومن الضروري تقديم قروض شبابية تدعم الشباب بإيجاد مساكن مناسبة وتوفير فرص عمل جيدة تؤمن لهم العيش السليم بالتعاون والتنسيق مع المعنين.
ويضاف لما سبق، التركيز على مخاطر العزوف عن الزواج عبر برامح توعوية تكون مسؤولة عنها الحكومة بدءاً من وزارات الإعلام والشؤون الاجتماعية والتنمية الإدارية ووزارة الأوقاف والثقافة، إضافة إلى ضرورة وجود إضاءات في المناهج المدرسية حول الزواج وأهميته في بناء الأسرة السليمة مجتمعياً، لنشر ثقافة الزواج وأهميتها لتوفير الكثير من الاحتياجات الفطرية للنفس السوية بشكل سوي يتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية والأعراف السليمة.
ظاهرة العنوسة لا تقتصر على سورية وحدها ، بل هي منتشرة في العالم العربي أيضاً، ولكن بنسب تقل عما تشهده سورية.