لا يحتاج المرء إلى كثير من الجهد والمتابعة لمعرفة ما وراء جنون اسرائيل وعربدتها، فأبسط الوقائع على الأرض وعلى الملأ تدل على أن الهزيمة الماحقة التي حلت بالادوات الإرهابية على الأرض كحالة أولية لايمكن لأحد بعد سبع سنوات من الحرب على سورية ان ينكر أن الهزيمة النهائية قد تحققت، وتصدعت المجاميع الإرهابية من الشمال إلى الجنوب.
قبيل معركة الجنوب، علا صراخ وعويل الكيان الصهيوني بلغة الوعيد والتهديد، مستعرضا الكثير من الأوهام، لكنها ما إن بدأت على الأرض حتى ران الصمت، وابتلع قادة الحرب الصهاينة ألسنتهم، ولاذوا بما سموه فض الاشتباك، ولم يكن لديهم خيار غير ذلك.
ولكنهم كما العادة كانوا يعدون لعدوان غادر وجبان على موقع عسكري سوري, ليس لأنهم الأقوياء بل لأنه العدوان الذي يعلن الفشل الذريع، ويحاول باللحظات الأخيرة حفظ ماء وجهه من خلال ما يقوم به، وعلى أساس أنه قادر على الفعل والتحرك متى أراد، ولكن الحقيقة التي تظهر بلا لبس ولا غموض، هي أن مثل هذه الأعمال العدوانية تأتي غالبا عقب كل انتصار يحققه الجيش السوري على الادوات الإرهابية، فيعمل الإرهابي الاصيل على التدخل مباشرة لعله يبعث بارقة أمل في قلوب المهزومين.
وعلى التوازي مع هذا العدوان تفتضح الأوراق التي طالما تاجر بها الغرب وبدعم من مال وإعلام الخليج، وتحت مسميات إنسانية، فعلى مقربة من الكيان الصهيوني (الخوذ البيضاء) ولا ندري متى كان الكيان الصهيوني يعمل وفق القانون الدولي، أو الإنساني، فلا يمر يوم منذ نشوئه ككيان غاصب إلا وفي جعبته جريمة أو اكثر يوميا، ناهيك بالفظاعات الأخرى، فكيف يستوي أن يكون هنا إنسانيا..؟
عربدة الكيان الصهيوني، لا تخيفنا، ولن تكون رسائلها إلا كتابة في الهواء، فالسوريون الذين خبروا المعارك والصبر والثبات، قادرون على لجمها، وعلى توقيتهم، وجردة الحساب مع الكيان الصهيوني مفتوحة منذ أن اغتصب الأرض العربية ولن تغلق إلا بعد سداد الثمن واستعادة الحقوق المغتصبة، فلا الغارات الصاخبة تخيفنا، ولا ضجيج هروب العملاء يعنينا، إلا أنه دليل إثبات على مصداقية ما كانت سورية تقوله عن عملاء الغرب وتحت مسميات شتى.
بقلم:
ديب علي حسن / صحيفة الثورة