وفي كلمة له اليوم قال السيد نصر الله: على الجميع في لبنان من هم في السلطة ومن هم خارجها أن يتحملوا المسؤولية أمام الوضع الكبير والخطير الذي يواجهه البلد اليوم ومن السهل جدا أن يتنصل أي شخص من المسؤوليات وإلقاء التبعات على الآخرين أو الانسحاب من الحكومة لافتاً إلى أن بعض السياسيين والقوى السياسية في لبنان يتصرفون هكذا وهذا السلوك يعبر عن انعدام الروح الوطنية والأخلاقية والإنسانية في التعاطي مع مصير الناس والبلد ومع قضايا الشأن العام.
وأوضح السيد نصر الله أن لبنان يواجه أخطارا حقيقية أولها الانهيار المالي والاقتصادي والخطر الثاني هو خطر الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة مبينا أن البعض لا يجد حلولاً إلا بفرض ضرائب على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود لكن ليس صحيحاً أن لا حل أمام الحكومة سوى فرض ضرائب.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الوضع المالي والاقتصادي اليوم ليس وليد هذا العام أو الحكومة الحالية بل هو تراكم عبر سنوات طويلة تصل إلى 30 سنة مشددا على أنه من غير المنطقي أن يتنصل أحد من مسؤوليته عن الأوضاع التي وصل إليها البلد ولا سيما من شارك بكل الحكومات وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية ما يحصل.
وبين السيد نصر الله أن ما حصل في اليومين الأخيرين يؤكد أن اللبنانيين ولا سيما الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون تحمل أي رسوم أو ضرائب جديدة وعلى المسؤولين الاقتناع بذلك مشيرا إلى أن أهمية المظاهرات جاءت من كونها عفوية وصادقة وبعيدة عن الأحزاب السياسية ومشددا على أن رسالة المتظاهرين كانت قوية ووصلت إلى الحكومة.
ورأى السيد نصرالله أن المشكلة ليست في الحكومة بل في المنهجية واذا جاءت الحكومة الحالية أو أي حكومة واتخذت إجراءات عملية وعالجت الهدر والفساد ودمجت مؤسسات ووفرت الكثير من النفقات نكون قد حللنا الأزمة لكن حتى الآن المطلوب فقط أن يضحي الفقراء داعيا إلى وضع خطة تشمل الجميع من أغنياء وفقراء وزعماء ومصارف.
وأشار السيد نصر الله إلى أن البعض يتحدث عن حكومة تكنوقراط وفي الوضع الذي يحدث في لبنان فإن هذا النوع من الحكومات لا يمكن أن يصمد لأسبوعين ومن يطالب بهذه الحكومة فسيكون أول من ينادي بإسقاطها مبينا أن هناك من يطالب بانتخابات نيابية مبكرة لكن هذا لن يغير في المشهد شيئا.
ودعا السيد نصر الله إلى التعاون بين جميع أعضاء الحكومة وعدم التهرب من المسؤولية موضحا أن من يهرب من تحمل مسؤولية الوضع القائم يجب أن يحاكم وخصوصا الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع الصعب.