وعمل الإيرانيون على تحويل صورته العربية بما يتوافق مع الذوق الإيراني إلا أن الذهنية الإيرانية المبدعة لدى الفنانين الإيرانيين لم تكتف بذلك بل جعلت صورته الجمالية تنبع من شكل حروفه التي تم دمجها بشكل رائع مع رسوم فنية غاية في الجمال الأمر الذي تفتقده بقية الخطوط.
ويعتقد بعض أساتذة الخط في العالم العربي أن الخط الفارسي هو من أصعب الخطوط معتبرين أن من لا يجيد فن رسمه لا يعتبر خطاطاً.
لاشك ان فن الخط بدأ يدخل عالماً جديداً ، نضراً لاستخداماته المتنوعه ، علي فهم الفنان الشخصي والذوقي والابداعي في كيفيه التعامل مع هذه الظاهره . و في هذا المجال بدأنا نشهد اعمالاً فنيه غايه في الروعه والجمال يزينها الحرف برشاقته وسحر بيانه . وقد ساعد ذلك في ان يلفت اليه الانظار و يجدله هواه كثيرين خاصه بين اوساط الشباب . و الخطاط حسن تقي زاده كرماني احد هؤلاء الشباب الذين استهواهم فن الخط فكراس وقته و جهده للخط . و قد قاده عشقه لهذا الفن الي ان يقطع مئات الكيلومترات مرتين في الاسبوع لحضور دروس مشاهير هذا الفن وكذلك ان يتولي بدوره تدريس الشباب قواعد الخط و فنونه . يحدين الخطاط كرماني بصدفه المعهود مع حروفه عن تاريخ تطور هذا الفن ، قائلاً :
لقد قيل وكتب الكثير عن تاريخ فن الخط في ايران. وما يمكن قوله هنا هو ان تطور فن الخط و احتلاله المكانه التي هو عليها الآن ، وليد جهود و مساعي و تجارب كثيره بذلها مشاهير هذا الفن . ولا يخفي ان فن الخط يعد من اركان الفنون الاسلاميه ، وخلال فتره الزمنيه شهد مراحل مهمه من تطوره و ازدهاره علي يد فنانين كبار كان معظهم من الايرانيين . و بفضل ابداعه انواع و اساليب مبتكره ، استطاع ان يواصل حياته و يزيد من ازدهاره .
و منذ بدايه نشوئه توفرت لها الطاقات و الامكانات ليتخطي فن الخط غايات ابعد و أوسع من كتابه ، و ينتج فنانين ابدعوا نوعاً مختلفه من الخطوط كالثلث و النسخ والريحان والرقعه والتعليق والنستعليق و غيرها ، ساعدت كثيراً في توسيع دائره استعماله و استخداماته . و من هنا و رغم ان الخط من حيث التعبير ، لا يضاهي الدور الذي تلعبه الفنون الاخري كالفنون المسرحيه والسينما في اغناء ثقافه المجتمع و حفظ تراثه و قيمه ، الا انه لا يستهان بدوره في هذا المجال .