لم يتعظ الاعراب من كل الدروس التي راكمها تاريخ التعامل مع الولايات المتحدة منذ ان بدأت تهتم بهذه المنطقة وبدء تدفق النفط…ما يقارب القرن من الزمن بكل ما حمله من تجارب لكنه ظل يدفع بالأعراب نحو المزيد من التبعية والانخراط في المؤامرات التي تحاك ضد قضايانا منذ حلف بغداد الذي على ما يبدو أن ثمة حنينا أميركيا واعرابيا للعودة إليه مع تغيير بسيط في التحالفات إذ الغاية المنشودة واحدة وهي محاولة كسر سورية ومصادرة موقفها من القضايا العربية.
وما أشبه اليوم بالأمس فترامب يقود قاطرة الاعراب ويدفع بها على سكة تغيرت بعض محطاتها واضيفت إليها عربات جديدة وتمويل اكثر سخاء، وقدرات إعلامية تعمل على استلاب الرأي العام العربي والعالمي وتدفع به نحو اتجاهات أخرى..
إسرائيل ليست العدو ولم تعد الارض العربية تعنيهم بشيء.. تغيرت البوصلة وسقطت أوراق التوت الاخيرة كلها والعربات التي استهدفت سورية لم تعد قادرة على فعل شيء جديد فقد تكسرت سككها وتحطمت على أرض الصمود ولكن على ما يبدو ثمة بقايا من مخططات بديلة يدفع بها إلى الواجهة…
ناتو عربي والهدف معروف لا يخفى على أحد من صفقة القرن التي اعد لها طويلا وعلى عتبات الصمود السوري تحطمت إلى محاولات أخرى يدفع بها ترامب ولا شيء غير مصلحة العدو الصهيوني ودفع الاعراب ليكون حراسه، وبكل وقاحة عليهم أن يحرسوا ويدفعوا للمحروس أجراً.. وهم لا يملكون أن يخالفوا أوامر سيدهم..
ما يحاك في غرف البيت الأبيض والأسود سلوك خطر للغاية وعلى ما يبدو أن العمه سيد الموقف عند أعراب الردة..وهم يدفعون بكل ما لديهم من أجل إثبات انهم حراس تحت الطلب وبلا أجر..عدوان أدواتهم على السويداء وعلى اليمن دليل إفلاس.
ولكن القطار الذي يدفع به ترامب بمحرك رأس أحمق يمضي بسرعة إلى قاع سحيق ولا أحد منهم يتعظ.
ديب علي حسن / صحيفة الثورة