تل الأشعري في منطقة حوران.. أيقونة أخرى تعرضت للنهب والتخريب من قبل تنظيمات إرهابية نفذت اعتداءاتها الممنهجة بأمر من مشغليها وفي مقدمتهم كيان العدو الإسرائيلي على كنوز أثرية تحكي عراقة الحضارة السورية وعمق وجودها الإنساني.
على بعد نحو 16 كم غرب مدينة درعا يقع
تل الأشعري بإطلالته الجميلة على وادي اليرموك الغني بالمناظر الطبيعية الخلابة وشلالات المياه الصغيرة كاميرا سانا جالت في التل ورصدت حجم التخريب ووثقت الاضرار التي تعرض لها من التنقيب غير الشرعي والتخريب لسوياته الاثرية ونهب محتوياته من قبل التنظيمات الإرهابية على مدار سبع سنوات قبل تحرير المحافظة من الإرهاب بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري.
رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد النصر الله يوضح لمراسلة سانا في درعا أن
تل الأشعري تعرض للاعتداءات بالمواد المتفجرة والحفر بالآليات الهندسية الثقيلة والتنقيب بادوات متعددة من قبل مجموعات متخصصة في التخريب مضيفا.. إن سويات التل تعرضت لأضرار كبيرة.
ويشير النصر الله إلى أن البحث عن اللقى الأثرية وبيعها وسرقة محتويات التل من فخاريات وبرونزيات ومدافن وتهريبها الى دول الجوار كانت أبرز أهداف المجموعات الإرهابية على مدار السنوات السبع الماضية.
ويبين النصر الله أن
تل الأشعري يعود للالف الثالثة قبل الميلاد وأهميته لا تقل عن مدينتي ماري وإيبلا وهو إحدى مدن الديكابولس الذي أنشأه الامبراطور الروماني بومبي عام 64 قبل الميلاد وضم عشر مدن من أهم مدن منطقة بلاد الشام اضافة إلى أن التل يحوي مسرحا أثريا في الحافة الغربية منه بقطر /50/ مترا يتسع لسبعة آلاف متفرج ويعد متحفا في الهواء الطلق إلا أن الاعتداءات التي تعرض لها خلال السنوات الماضية ذهبت بكثير من محتوياته وغيرت من ملامحه التي حافظ عليها الاف السنين.
ويلفت إلى أن آخر بعثة تنقيب أثرية في
تل الأشعري كانت في عام 2010 حيث اكتشفت 3 آلاف قطعة اثرية متنوعة ما بين قطع فخارية وأسرجة وأدوات برونزية و21 مدفنا يعود 16 منها لعصر البرونز الوسيط والأخرى للفترة الرومانية وبعدها توقفت جميع أعمال التنقيب بسبب سيطرة الإرهابيين على بلدة الأشعري ومنعهم لأي جهة كانت من الوصول اليها.
أهالي المنطقة كانوا شهودا على الاعتداءات والنهب واعمال الحفر ويؤءكدون للمراسلة أن اشخاصا غرباء كانوا يأتون برفقة وحماية الإرهابيين يقومون بأعمال الحفر والنبش خلال السنوات الماضية وعثروا على بعض اللقى وباعوها غير ابهين بقيمتها التاريخية وأهميتها كدليل على حضارة المنطقة وإرثها الإنساني.
وتعاملت التنظيمات الإرهابية مع المواقع والمدن الأثرية في سورية بطريقتين الأولى عبر تجارة وتهريب القطع الأثرية التاريخية من أجل تأمين مصادر تمويل إضافية والثانية تدمير الآثار التي لم يستطيعوا بيعها أو تهريبها الى خارج سورية ومثالها تدمير تنظيم “داعش” في الـ 20 من كانون الثاني من العام الماضي واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في مدينة تدمر الأثرية وفي الـ 14 من أيار من العام ذاته دمر التماثيل والقطع الاثرية التي تم العثور عليها في موقع دورا أوروبوس أو الصالحية الاثري غرب مدينة البوكمال بريف دير الزور.