"نحو صناعة تاريخ جديد للسعودية"

الأحد 19 أغسطس 2018 - 06:27 بتوقيت غرينتش
"نحو صناعة تاريخ جديد للسعودية"

يتابع بنو سعود بعمالتهم وجهلهم وتخلفهم وحقدهم بأخذ المنطقة إلى مزيد من الخطر الداهم والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ولا يتورعون عن دفع الأموال والرشا لأسيادهم وتحمل نفقات مضاعفة لبقاء قواتهم المنتشرة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط. آخر ما تفتقت عنه عمالة بني سعود إعلانهم الصريح تمويل بقاء القوات الأميركية في سورية بمبلغ ( 300) مليون دولار أميركي ومن المؤكد أن هذه الدفعة سبقتها دفعات أخرى لتقتصر الشراكة السعودية في تحالف واشنطن العدواني ضد دولة عربية على الدور التمويلي فقط.‏ إن جميع السوريين يعلمون أن طائرات التحالف الأميركي ترتكب المجازر اليومية بحقهم بقذائف وصواريخ يدفع ثمنها آل سعود وأن هذا التحالف العدواني دمر مدينة الرقة السورية بأموال سعودية يضاف إلى ذلك تمويل بني سعود للتنظيمات الإرهابية التي يديرها التحالف والاستخبارات الغربية منذ أكثر من سبع سنوات.‏ تمتلك سورية الأدلة المادية على تورط بني سعود في الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري وسعيهم لتدمير سورية، ويأتي الإعلان الأميركي الصريح على تمويلهم للمرحلة القادمة من عمليات التحالف ليتوج هذه الأدلة بالمشاركة السعودية المباشرة بالعدوان على سورية، وبالتالي من حق الشعب السوري أن يرد بالمثل على هذا العدوان بكل إمكانياته ويخطئ من يعتقد أنه عاجز عن فعل ذلك.‏ وكذلك الأمر يفتح التورط السعودي المباشر في العدوان على سورية الباب واسعا أمام السوريين لرفع دعاوى أمام القضاء السوري والدولي لمطالبة هذه الأسرة بالتعويضات وتحمل المسؤولية السياسية والقانونية عن جرائم التحالف الأميركي.‏ إن مواصلة بني سعود استجلاب التدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة وتهديد سيادتها واستقرارها يجب أن يكون دافعا لدى كل الدول العربية والإقليمية والشعوب المتضررة من عمالة هذه الأسرة وفي مقدمتهم الشعب السعودي لاقتلاعها وتخليص المنطقة من شرورها، ولن يكون للمنطقة خلاص من مشاكلها وتبعيتها إلا بالإنهاء الكامل لوجود هذه الأسرة في مفاصل القرار السعودي.‏ لاشك هناك العديد من الوسائل التي تكفل إنهاء تسلط وعمالة وحكم بني سعود للسعودية، ويجب استخدامها بالكامل لأن الإسراع بإرسال هذه الأسرة إلى حتفها يجنب المنطقة مزيدا من الويلات والمشاكل والحروب والفكر المتطرف.‏ لم يعد سرا أن بقاء الوجود الأميركي في سورية والعراق مرتبط كليا بمزراب المال السعودي وإعلان إدارة ترامب أن إنهاء هذا الوجود مرتبط بالقضاء على «داعش» كذبة لم يعد يصدقها أحد لأن داعش لم يعد موجودا في سورية إلا في بعض المناطق التي تتواجد فيها القوات الأميركية المحتلة.‏ بالتأكيد إن تمويل السعودية للتحالف ليس مرتبطا بسورية، وإنما له علاقة بما يجري بالمنطقة وخاصة حول إيران إذ تحاول الولايات المتحدة بمساعدة السعودية على خنق هذا البلد سعيا لتغيير سياساته المناهضة للسياسة الأميركية العدوانية.‏ إن لجوء بني سعود إلى هذا الخيار التصعيدي في التعامل مع ملفات المنطقة ناجم عن فشلهم في كل الجبهات المتورطين فيها عسكريا وسياسيا وداخليا ومن هنا تنبع أهمية الانقضاض على هذه الأسرة وإزاحتها من سدة الحكم في السعودية.‏ وفقا لكل التقارير هناك حالة من الغليان داخل المجتمع السعودي ضد هذه الأسرة والفرصة متاحة الآن لمد العون إلى الشعب السعودي ليتكفل بصناعة تاريخ جديد لبلاده خال من العمالة والجهل والتخلف والتطرف.‏ إن الظروف الدولية وتزايد التشابكات والخلافات بين الأطراف الفاعلين على مستوى العالم بفعل السياسة «الترامبية» ولدت عراقيل كثيرة أمام الطموحات السعودية الأميركية الإسرائيلية العدوانية، وسيأتي قريبا اليوم الذي سيجد فيه بنو سعود أن تبذير أموالهم سيرتد وبالا عليهم.‏ بقلم أحمد ضوا / صحيفة الثورة

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019