ابتكار عالم ملون للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة يحاكي خيالهم ويرتقي بقيمهم ويحملهم إلى عالم الأحلام هو ما يسعى إليه فريق عمل مجلة شامة كل شهر للخروج بمواد منوعة مليئة بالفرح وقادرة على المنافسة وبقوة في عالم الأدب الطفولي.
المجلة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة استطاعت أن تخطو خطى ثابتة وواثقة جعلت منها الخيار المفضل لذوي الأطفال في مرحلة
الطفولة المبكرة عبر المعلومات التي تقدمها والمتوافقة مع عمرهم واهتماماتهم.
ووفق ما أوضحت أريج بوادقجي رئيس تحرير المجلة الثقافية فإن المكانة التي وصلت إليها شامة كانت حصيلة خطة منهجية شهرية مشيرة إلى أن خصوصية المجلة تأتي من كونها موجهة للأطفال من عمر 4 إلى 7 أو 8 سنوات ما يتطلب التركيز على تقديم قيمة تربوية معينة يستوعبها الطفل ويكون صورة عنها في ذهنه.
وعن مراحل العمل على المجلة تحدثت بوادقجي أنه بعد وضع الخطة الأولية للعدد يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية حيث يجري التواصل مع الكتاب والرسامين القادرين على التعبير عن هذا الموضوع بالتنسيق مع هيئة تحرير فنية وأدبية تتكون من كتاب ومترجمين ونقاد وفنانين تشكيليين.
أما استلام النصوص التي ستنشر في المجلة فيتم حسب بوادقجي عن طريق كتاب معتمدين من قبل شامة إضافة إلى نصوص ترد إلى صفحتها ويتم فرزها وتقييمها على أساس جودتها اللغوية والقصصية والتزامها بالمفاهيم التربوية ليصار إلى نشرها أو رفضها مع بيان سبب ذلك.
ويؤكد كادر المجلة على التفاعل والتواصل المباشر مع الأطفال للتعرف على ردود أفعالهم والاستفادة من أفكارهم فابتكرت شامة مجموعة قنوات التواصل مع الأطفال أولها كان البطاقة البريدية التي يستطيع الأطفال إرسال رسوماتهم وكتاباتهم لتنشر على صفحات المجلة.
أما قناة التواصل الأخرى بحسب بوادقجي فهي صفحات التواصل الاجتماعي حيث يتم نشر كل ما يتعلق بالمجلة ومعرفة صداها لدى الأطفال كما أنها تؤمن سبلا مختلفة للتواصل مع الأهالي والأدباء والفنانين.
وتنظم شامة دوريا فعاليات مخصصة للأطفال في المدارس والنوادي والشوارع والحدائق يتم فيها توزيع أعداد المجلة على الأطفال وتعريفهم بها مع جعلهم يقومون بنشاطات فنية منوعة.
ولهيئة تحرير المجلة دور في ضبط وتقييم المضمون الثقافي والتربوي المقدم للأطفال فالتعامل مع هذه الفئة العمرية حسب ما أكدت المترجمة سلام عيد هو خيار صعب لأنه يقوم على مخاطبة طفل بعمر صغير جدا حيث ينبغي القيام بذلك دون التأثير بشكل سلبي على عقله وموروثه الثقافي وتنشئته مشيرة إلى أن الخيار الأول الذي تعتمده المجلة عبر صفحاتها هو دفع الطفل للتفكير وفتح ذهنه لكسر القواعد التقليدية دون كسر القالب الاخلاقي وإعطاء الطفل حرية التفكير دون تقييده بأي رأي.
ولا يمكن أن تكتمل جمالية المجلة إلا عبر الرسومات التي تشد الأطفال وتأخذهم إلى عالم الألوان وتخلق لديهم ذاكرة بصرية وهذا ما تحدثت عنه الرسامة التشكيلية ضحى الخطيب مبينة أن رسم القصة يخلق للأطفال عالما ملونا على الورق مشيرة إلى أنها تعتمد الرسم على تقنية الكولاج عن طريق دمج الزخارف النافرة والرسوم معا بحيث تصبح اللوحة ناطقة بالحياة ويحبها الأطفال ولاسيما أن له خصوصية معينة عندهم ينبغي أن يراعيها الرسام حتى يصل الى عقولهم وقلوبهم.
وتصف الخطيب تجربتها في
مجلة شامة بالغنية التي قدمت لها الكثير مؤكدة ضرورة أن يكون رسام مجلات الأطفال متمتعا بالخيال الغني والخصب الذي يحفز الطفل على التقليد والمحاكاة.
يشار إلى أن
مجلة شامة تأسست مطلع عام 2011 بالتوازي مع مجلة أسامة لتتوجه إلى مرحلة الأطفال الأصغر سنا والذين لا يزالون يتعلمون أصول القراءة والكتابة.