ما الموجة الحارة؟
تعرّف الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ الموجة الحارة بأنها ارتفاع في درجات الحرارة عن معدلاتها في مكان ما لمدة تبدأ من يومين إلى شهر. وإذا كانت درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بـ7 درجات مئوية أو أعلى فعادة ما تسمى "موجة حر شديدة".
ويعني ذلك أن الموجة الحارة في دولة ما ربما لا تكون موجة حارة في أخرى، فعلى سبيل المثال في بريطانيا خلال يونيو/حزيران الماضي سُجلت درجة حرارة 32.5 مئوية على أنها رقم مرتفع جدا عن المعدلات في هذا الشهر، الذي يقف عادة عند العشرينيات، بينما لو كانت الدرجة نفسها في مصر أو السعودية، لكانت طبيعية تماما وليست موجة حارة.
كيف تتكون؟
تحدث الموجات الحارة بسبب تأثر منطقة ما بمرتفع جوي يعلوها على مسافة تصل إلى ما بين 3 آلاف و7500 متر، ولفهم الفكرة تخيل أن الضغط في المرتفع الجوي يشبه حملا ثقيلا جدا من الحديد يضغط على شخص يحمله، هذا الشخص هو الهواء بالأسفل قرب الأرض.
ومن عادة الهواء حينما يسخن بالقرب من الأرض فإن كثافته تنخفض، ومن ثم يرتفع لأعلى ويحل مكانه هواء بارد، وهكذا دواليك.
لكن في حالة الموجة الحارة، فإن الضغط الشديد من الأعلى يمنع الهواء الواقع بالقرب من سطح الأرض من الارتفاع للأعلى، فتزيد درجة حرارته.
أضف إلى ذلك أن منطقة الضغط المرتفع تمثل ما يشبه العازل الذي يمنع الهواء البارد خارجها من الدخول إليها، بل يدور حولها، مما يمنع من تهدئة درجة الحرارة في منطقة الموجة الحارة، فترتفع درجة الحرارة لهذا السبب أيضًا بمعدلات أكبر.
وما سبب خطورتها؟
تكمن خطورة الموجات الحارة في أثرها المباشر على صحة الإنسان، وبشكل خاص بسبب اندماجها مع الرطوبة، فمع ارتفاع الرطوبة تكون درجات الحرارة الأقل أكثر تأثيرا، ويشرح ما يسمى مؤشر الحرارة (Heat Index) ذلك الأثر بالجمع بين درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية، في محاولة لتحديد درجة الحرارة التي يشعر بها الإنسان حقا.
وعلى سبيل المثال، قد تعلن الهيئات المختصة بالطقس في دولتك أن درجة الحرارة اليوم هي 38 مئوية، وتضيف أنك ستشعر بها وكأنها 42 مئوية، هذا الفارق يمثل تأثير الرطوبة على رفع الشعور بالحرارة.
وحسب هذا المؤشر، فإن الشعور بدرجة حرارة من 27 إلى 32 درجة مئوية يعني ضرورة الحذر، فمن الممكن أن يرهق الإنسان مع التعرض لفترات طويلة للشمس بشكل مباشر.
وإذا وصلت درجة الحرارة إلى 41 مئوية، فقد تحدث تقلصات حرارية، وربما يصاب الشخص بإجهاد حراري مع استمراره في التعرض للشمس بشكل مباشر.
ويعرف الإجهاد الحراري بأنه عدم قدرة الجسم على التكيف مع ارتفاع الحرارة، وبالتبعية لا يتمكن من تبريد نفسه، ويتسبب ذلك في أعراض تبدأ بالعطش والجفاف، وقد تصل إلى صدمة حرارية يصاب خلالها الشخص بصداع شديد وفقدان للتركيز والتهاب في الجلد.
وتبدأ مستويات "الخطير" و"الخطير للغاية" إذا ارتفعت درجات الحرارة أعلى من 41 مئوية وصولا إلى 54 مئوية، وفي هذه الحالة يكون من الخطير جدا التعرض للشمس بشكل مستمر، إذ يمكن أن يتطور الإجهاد الحراري إلى مستويات تدخل في مرحلة فقدان كامل للوعي مع اختلاجات قد تؤدي للوفاة في النهاية.