متحف "دير عطية" بريف دمشق .. مقتنيات وطنية ومراحل تاريخية متعددة

الإثنين 26 أغسطس 2024 - 10:11 بتوقيت غرينتش
متحف "دير عطية" بريف دمشق .. مقتنيات وطنية ومراحل تاريخية متعددة

فنٌ معماريٌ مميز، يحمل بصمة واضحة على مستوى فن العمارة والتراث في سورية والمنطقة، جعل منه أحد أبرز المتاحف السورية، كيف وهو الذي يتميز بعراقته وتراثه التاريخي الغني، بدءاً من موقعه الفريد، وصولاً إلى محتوياته المتنوعة والثرية.

تُخفي أروقته وجدرانه رموزاً وطنية وتاريخية مهمة، كما ساهم المجتمع الأهلي في إثراء أقسامه العشرة منذ تأسيسه بموجب مرسوم جمهوري عام 1991، ليغدو عدد القطع الأثرية أكثر من 108 آلاف قطعة.

يسعى المتحف لتحقيق التنمية الحضارية، ومنح فرصة التعلم والتواصل الحي مع التراث الثقافي وفق حديث رئيس دائرة آثار محافظة ريف دمشق جهاد أبو كحله، ما يمكن الزائر من استكشاف التاريخ والفن عبر معروضاته، إضافة لدوره الأساسي والمهم في رفع الوعي الثقافي وتعزيز الترابط الاجتماعي، وبوصفه الشاهد على تاريخ سورية وثقافتها ويجسد أنموذجاً فريداً للتراث والفن المعماري.

تقدر مساحة المتحف المُكون من عشرة مبان بخمسة عشر ألف متر مربع، فضلاً عن مبنى القلعة، بنيت جميعها على مراحل متعددة، إضافةً إلى الحديقة التي تعد بحد ذاتها متحفاً في الهواء الطلق، وتحوي قطعاً ذات حجم كبير، من الصعب تحريكها أو التأثير فيها.

خلال الجولة عن المغارة التابعة للمتحف، تحدث أمين المتحف، محمد معاد عن مقتنياتها من قطع حجر الصوان وأخرى تعود إلى ما يقارب ألف سنة قبل الميلاد، بما في ذلك فؤوس حجرية وسهام ونبال ومناجل استخدمها الإنسان القديم في العصر الحجري للصيد وقص الزرع وغيرها من الاستخدامات اليومية، اكتشفت بمنطقة في يبرود ومعلولا.

واصفاً التفرد الذي يحظى به المتحف عن غيره من المتاحف، لتميزه بنمط خاص في الهندسة البنائية والمعمارية، وتوزع أقسامه وفق مراحل تاريخية متعددة، لافتاً إلى قلعة المتحف التي تم بناؤها على مدى ثلاثة عشر شهراً وضمن مراحل تاريخية متعددة، تجسد صمود المتحف في وجه التحديات حسب وصف معاد، متناولاً تقسيمات المتحف وطريقة العرض، التي انطلقت من المادة الأثرية والأقدمية التاريخية، وهو ما ميز كل قسم على حدة .

يضم المتحف خزفاً وفضيات يدوية من خارج سورية، وتماثيل وقطعاً أثرية حجرية وذهبية رومانية وبيزنطية، ومنحوتات وزخارف حجرية رومانية وبيزنطية، منها منحوتات وأبواب بازلتية رومانية وبيزنطية وإسلامية كانت تُستخدم في إغلاق المدافن المحفورة تحت الأرض، إضافة إلى أوان برونزية إسلامية قديمة.

إلى جانب مخطوطات أثرية وعقود وشهادات ملكية ورسائل أبناء الدير في المغترب، وقطعاً تستخدم في الزراعة والحصاد، ومعظم الأدوات التي تلبي احتياجات أبناء منطقة القلمون قديماً، وأدوات توظف في العديد من المهن الأخرى، إضافة إلى النسيج والأقمشة والمقتنيات اليدوية التي تُستخدم في حياكة السجاد والبسط.

كما تحتوي بعض الأقسام النفائس الزجاجية والخزفية التي تميزت بشكلها الفني الرفيع ورسوماتها والزخارف التي تزينها، فضلاً عن سيوف وخناجر قديمة وأسلحة حربية كانت تُستخدم في الصيد، وأنواع مختلفة من المسجلات والهواتف “التلفونات” القديمة، وأعمال فسيفسائية ولوحات زيتية ووثائق ومؤلفات لشخصيات وطنية وبعض الساعات والقطع الفنية المميزة.

المصدر: وكالة سانا

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019