بعد سقوطه في نهر بردى.. "الحولاني" ينجو من الموت بأعجوبة ويُطالب المعنيين بحقوق المكفوفين

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 08:19 بتوقيت غرينتش
بعد سقوطه في نهر بردى.. "الحولاني" ينجو من الموت بأعجوبة ويُطالب المعنيين بحقوق المكفوفين

في هذه البلاد المطلوب منك فقط هو البحث عن أسباب البقاء والحياة، وسط ما يحيط بك من مخاطر ما ان تبتعد عنها تجد بأنها تلاحقك وبكل اتجاه.

خاص العالم سورية – بارعة جمعة

هنا فقط.. وان التزمت قواعد السير والمشي باتزان والاستعداد لكافة الأمور الطارئة، تفادياً لوقوع الكارثة، ستجد نفسك قد وقعت بها، وبدون أي إشارات مسبقة، لا لشيء فقط لأنك لم تعتد الانتباه أكثر لتفاصيل المخالفات الظاهرة للجميع، عدا المعنيين بمتابعتها وإصلاحها.. ليبدو التساؤل الأهم .. هل علاج النتائج أهم من النظر إلى السبب ذاته؟!! وما الذي ينتظره المعنيين بالأمر لتجنب الوقوع بالمحظور!!!

ظاهرة مكررة

"ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة".. هو لسان حال كافة المتابعين لحادثة وقوع الرجل الكفيف في مياه نهر بردى الملوثة، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بعد تعرض الشاب الكفيف إبراهيم حولاني للوقوع دون أي سابق إنذار لوجود فتحة ضمن السور المحيط بالنهر الذي يمر من منطقة جسر الرئيس في العاصمة السورية دمشق.

كالعادة، قابل المتتبعون للحادثة الأمر بالكثير من النقد، لما فيه من تناقض بين تصريحات محافظة دمشق وبين ما تقوم به بالفعل، متناسية التفاصيل البسيطة من عملها القائم بشكل رئيس على حماية ممتلكات المحافظة وصيانتها بشكل دوري، إلا أن واقع العمل الذي تم توجيهه لمشاريع أخرى وبتكلفة أعلى، أثار موجة من الاستياء حيال ما حصل مع الشاب إبراهيم، الذي نجا بأعجوبة بعد محاولة أحد الشبان الموجودين بالمنطقة وقت الحادثة من إنقاذه بشكل فوري.

قضايا مُشابهة

"نشكر الرجل الكفيف يلي سقط وخلا المعنيين يسارعوا بإصلاح السور.. نتمنى من شي مواطن يعمل معروف ويتكسر أو يتسمم بمياه الصرف الصحي بنهر عيشة او الدحاديل حتى يسارع المعنيين كمان بردم واصلاح الحفر والجور والإنهدامات الأرضية الملاصقة لأنابيب مياه الشرب ويلي مع كل شتوية بنشم أو ندوق طعم "كريه" لمياه الشرب بسبب هاد الإهمال".. نعم لقد أثارت واقعة الرجل الكفيف الكثير من القضايا المُشابهة لها بمناطق مختلفة من المحافظة ذاتها، مطالبين بتفادي وقوع كوارث أخرى تنذر المواطنين هناك، مع الإشارة إلى المخاوف المحيطة بالأطفال أيضاً.

مناشدات المكفوفين

حياة جديدة كُتبت للشاب الكفيف "ابراهيم حولاني"، الذي لم يُنكر عمق المصيبة التي ألمت به، شارحاً شعوره إثر الحادثة ضمن منشور على حسابه الشخصي في منصة "فيسبوك"، شكر من خلاله كل من ساهم بإنقاذه من الغرق، واصفاً شعوره الصعب لحظة وقوعه بالنهر بقوله:

"أشهد أن لا إله إلا اللـه .. يا رب صبر قلب أمي".. هاد آخر شيء قلته وأنا أغرق في نهر بردى بالقرب من المتحف الوطني بنزلة جسر الرئيس وأنا أسير سقطت بالنهر لأنه لا يوجد سور. لا أعلم كم بقيت.. حتى أنقذني الشباب في مفرزة المتحف الوطني..

مناشداً الجهات المعنية بالنظر لأحوال شريحة المكفوفين، متسائلاً.. هل من الصعب توفير الحد الأدنى من الأمان لها!! لا نريد الحد الأقصى من الأمان.. لأنه حلم بعيد المنال في بلادنا.. نريد فقط الحد الأدنى منه..

ما المانع أيضاً من وجود سور يحيط بالنهر؟ سؤال خاطب به الشاب إبراهيم محافظة دمشق.. مشيراً إلى خسائره إثر الحادث، التي شملت هاتفه المحمول، الأكثر استخداماً لديه في دراسته.. متسائلاً هل ستعيد ورشات الصيانة هاتفي المحمول؟!!

لم يُغفل "إبراهيم الحولاني" وبالرغم مما تعرض له يوم أمس الهدف الأسمى الذي يسعى إليه منذ زمن، وهو التقدم في مجال دراسته بالحقوق، لا سيما بعد حصوله على ماجستير بإدارة العلاقات الدولية والدبلوماسية، والسعي للدكتوراه ضمن التخصص ذاته.

مزيد من الصور

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019