الأعمال التي أشرف على تحقيقها لجنة تضم الدكاترة ثائر زين الدين ومحمد شفيق البيطار ومحمد قاسم تقع في 527 صفحة من القطع الكبير وتضمنت كل القصائد التي نظمها مردم بك عبر سنوات حياته وظهر فيها جلياً ارتباطه بالقضايا الوطنية والقومية فضلاً عن رصد التحولات الاجتماعية وأحوال الناس ضمن سمة مشتركة طبعت جل قصائده وهي العواطف الصادقة والنبيلة التي دفعت الشاعر للكتابة.
طباعة الأعمال الكاملة لمردم بك الملقب بـ “شاعر الشام” وجدت فيه اللجنة المشرفة هدفاً يخدم القراء عامتهم وخاصتهم ولا سيما الباحثين وطلبة الدراسات العليا للبحث والتعمق وخاصة أنه تم وضع هوامش لشرح الغريب وسنة تأليف القصيدة وسبب نظمها.
الأعمال الكاملة التي تصدرها دراستان للدكتورين جميل صليبا وسامي الدهان عن ميزة شعره وعرض لحياته ازدانت أيضاً بصور من قصائد كتبها مردم بك بخط يده.
واتسمت قصائد مردم بك بالإحساس العالي والرؤية الثاقبة التي تميز بها إضافة إلى حبه للطبيعة وثقافته المتنوعة وذلك تجلى في وصفه للزهر والشمس والطبيعة وتعلقه بالشخصيات المؤثرة في تاريخنا.
دقة التأمل والإحساس الشديد بما حول الشاعر انعكس على التقاطه لصور الأطيار والجماليات البعيدة والألحان العذبة إضافة لما يمتلكه من قدرة على دمج هذه الأشياء وتركيبها في تشكيلات شعرية.
وأكثر ما كان يعبر عنه الشاعر بصدق وانفعال وجداني هو حب الوطن الذي بدا في سلوكه كما في شعره فهو الذي ناصر الثورة ضد الاحتلال الفرنسي وتعرض جراء ذلك للملاحقة والغربة عن الوطن كما تعكس قصائد أخرى لـ مردم بك تعلقه بالأطفال وتمسكه بالوفاء لناسه وأصدقائه ورفضه الظلم ودعوته للمحبة.
وتقتصر قصائد مردم بك على أسلوب الشطرين والالتزام بجمالية اللغة والقافية وعدم الوقوع بالزحافات والعلل التي من شأنها أن تجعل الشاعر يلجأ للجوازات.
الشاعر خليل مردم بك هو مؤلف النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية حماة الديار عليكم سلام وله مؤلفات كثيرة خص جانباً كبيراً منها بشعراء الشام فترجم لعدد منهم وحقق دواوين عدد آخر وشغل في حياته مناصب علمية وسياسية إلا أنه كان ميالاً للأدب والعلم وفي آخر حياته شغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية.