في قصة الحرملك التي سميت المجموعة باسمها عالجت عرنوق ظاهرة وقوع المرأة في براثن الرجل الباحث عن الملذات ثم اضطرارها لتحمل نتائج أخطائها من قبل المجتمع الذي يتغاضى عن خطايا الرجل.
وتسلط الطبيبة عرنوق الضوء على الغربة الزمانية والمكانية وبين الأهل والمجتمع بسبب تفاوت الوعي الذي يؤدي إلى تفاوت الإحساس عبر أسلوب قصصي لا تفلت منه ركائز القصة دون أن تقع في متاهات الضبابية بحجة الحداثة.
وتعالج في قصص أخرى مثل “قمح وعلقم” و”يليق بهم” و”الدلال” و”ناديا” ظاهرة تفاوت العمر بين الأزواج والمشاكل التي يتسبب فيها هذا النوع من الزواج وما ينجم عنه من فشل في تربية الأولاد والانحرافات السلوكية لديهم.
وتأتي الكاتبة على ذكر الأمراض النفسية التي تتفشى بالمجتمع نتيجة سلوكيات سلبية كتعدد الزوجات لإنجاب المزيد من الأولاد كما في القصص الأخيرة من المجموعة مثل “المرأة التي هرمت قبل الأوان” و”نشكر الله” و”موعد بعد الغداء”.
المجموعة الصادرة عن دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع وتقع في 223 صفحة من القطع الكبير تحرص الكاتبة فيها على استخدام لغة سردية قريبة من المتلقي وإن أدخلت إليها بعض الكلمات المحكية تربطها في سياق البنية المتحولة بشكل تقني إلى نهاية الحدث.
وقالت عفراء هدبة مديرة دار دلمون الجديدة في هذه المجموعة القصصية: “تأخذنا الدكتورة ريم عرنوق إلى عوالم أنثوية ساحرة عبر سلاسة لغتها وحسن تعبيرها وهي تسبر أغوار النفس الإنسانية في مقاربتها لحكايات واقعية في شكلها خيالية في جوهرها متجاوزة اللغة التقريرية إلى لغة أدبية مترفة في دلالاتها وإن كانت بسيطة في تراكيبها لتحقق معادلاً موضوعياً بين الأدب النسوي والإنساني”.