وفي مجموعته الشعرية الصادرة حديثا بعنوان “فم آخر للماء” يتيح خضرة للغة العربية الدارجة وهي غير العامية تحمل الكثير من تداعيات الحياة التي انعكست على ذاته فجاءت في نصوص مختلفة معبرة عن تساؤلات ورؤى إنسانية بعمق تعبيري وإحساس متدفق.
وكتب المفكر أدونيس عبر تقديمه المجموعة أن “خضرة يقيم في كتابه واحة للحب والصداقة بين الكلمة والكلمة وبين الكلمة واللحظة ويخيل للقارئ أن للشاعر رئة تتشرد في طواف عاشق حول بلاده ليتشرد هو في زفير العالم فتنكسر العلاقات بين الأنا والنحن وتبدو الكينونة سورية أو عربية”.
ويعكس خضرة في مجموعته نوعا من فلسفة الوجود الإنساني وتحولات حياته العميقة وفق استنتاجات منطقية تشير إلى ثقافات واسعة اطلع عليها الشاعر وعبر عنها من منظور خاص كنص “سوناتا” الذي أهداه إلى محيي الدين ابن عربي وآخر بعنوان “قطرة لبن”.
وأيضا يعبر خضرة في نصوصه عن أثر الماضي في ذاكرته سواء أكان الماضي بعيدا أم قريبا لكنه أسقط المؤثرات على أوجاع وهموم ورؤى ليمزج ما في داخله مع الذكريات التي تداعت كما في نصي “مع نهر” و “الحجر”.
وعبر تحولات المجموعة يسجل الشعر في تشكيله الشعوري وقفاته الذاتية مع نفسه ومع من يريد أن يبوح له بما يجول في نفسه لحظة الكتابة وهذا ما كان في أغلب نصوص المجموعة مثل “يا خالدة”.
المجموعة المنشورة في دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر وتقع في 299 صفحة من القطع الكبير مملوءة بالوجع والغربة والحنين والبعد عن الوطن والشوق كما في نصوص “خبز حاف” و “للخيال” و “حنون”.
وفي المجموعة مواضيع أخرى عن الأرض والفلاح والكفاح من أجل الكرامة والحياة كنص فم آخر للماء الذي جاءت المجموعة باسمه.
وصدر لخضرة مجموعات شعرية عدة منها “الأرض ترفع ساقها” و”الأسماء” و”سوناتات شامية” و”ذيب الشلايا” و”هذيان الجسد” و”مائيل في وحامه الكنعاني” كما صدرت أعماله الشعرية بجزأين.