في المجموعة يأخذ الجانب الوطني حالات متنوعة فيصور الشهيد بأسلوب فني جديد اتسم بالعاطفة والتشكيل الذي رسمه عبر خياله وواقعه فقال في نص بعنوان (مشهد 4):
“تركته لا حول لي .. أقسم أن يعود
وعاد محمولا .. على مناكب الجنود”.
وفي نصه الذي جاء بعنوان (ما بين نظرتين) تتألق الصورة ويلونها بالدهشة والحلم والخيال وبحرف روي يقيد النص على حال عاطفي يلائم جماله فيقول:
“ما بين نظرتين .. تخرج من أكمامها البراعم الهشة نشوى ..
يزهر الدراق .. ما بين نظرتين .. تمتلئ الأحداق”.
وفي مشهده العشرين يعكس صورة الإرهاب بأبشع فعل إجرامي يمارس القتل بدافع القتل واغتيال الإنسان بفكر يستبيح كل ألوان البراءة والجمال فيقول:
“مثلما يقرأ العاشقون أناشيدهم ..قفزت من جواري ليلى ..
وقد بلغ النصل حنجرة الطفل .. خضل دمع دم مقلتيها”.
المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب التي تقع في 128 صفحة من القطع المتوسط حملت في طياتها هموما اجتماعية وإنسانية وفق الحداثة الشعرية التي حافظت على أصالة الديباجة.
يذكر أن الشاعر ثائر زين الدين المدير العام للهيئة السورية للكتاب له ما يقارب الستين كتابا في مختلف الأجناس الأدبية ومن إصداراته الشعرية (ورد وأناشيد السفر المنسي) و(في هزيم الريح) و(سيدة الفراشات) و(كتاب الحب) و(رميت نرجسة عليك) وترجمات عديدة منها عن الروسية (مذكرات طبيب شاب) إضافة إلى كتب في مجال النقد الأدبي والدراسات منها (أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر).