وتجنح غنوة في بعض قصص المجموعة إلى أسلوب الاعتماد على الآخر في السرد وفي بعضها تعتمد على تقمص الشخصية التي تحركها وفق أحداث تتنامى منذ بداية القصة إلى نهايتها معتمدة الخط البياني المتصاعد لإثارة العواطف والتشويق حتى ينتهي الموضوع.
المجموعة تعبر عن أهمية الانتماء والتمسك بالعادات والتقاليد كما جاء في قصة (قمر مشبوه) التي انتقدت عدم تمسك بعض المثقفين بالقيم الأصيلة كما يتجلى في المجموعة مكافحة الفساد وتسليط الضوء على الظلم والظواهر الاجتماعية السلبية مع الدعوة إلى الكفاح من أجل عيش كريم كما جاء في قصة (آخر زفرات الحساسين) التي اعتمدت على المعادل الموضوعي المتوازن وترابط الأحداث الواقعية بأسلوب فني متماسك.
المجموعة القصصية تلتقي جميعها في النهوض بالوعي وتطوير تفكير المرأة التي ابتعدت تماما عن النزعة العاطفية الخاصة وعن التفكير بأشياء ذاتية لتصل القصص إلى شمولية في التفكير ونضج بالبناء الفني كما قصة (الهروب الأخير) التي سميت المجموعة باسمها.
اعتمدت غنوة في مجموعتها الصادرة عن دار دال للنشر والتوزيع والتي تقع في 125 صفحة من القطع المتوسط على استعارات من البيئة المحيطة بها والتي عايشتها في الريف والمدينة لتتمكن من إقناع المتلقي بالأفكار التي تطرحها معتمدة على المعاناة الإنسانية.
يذكر أن غنوة فضة كاتبة من مواليد مدينة اللاذقية 1987 تحمل إجازة في التربية وعلم النفس من جامعة تشرين صدرت لها رواية (قمر موسى).